-
حاجتنا إلى البعد المقاصدي في الاجتهاد السياسي
يندرج العمل السّياسي في دائرة الظّنّيات وليس في مساحة القطعيات، وفي محراب الاجتهاد البشري وليس في زاوية الحسم النّصّي، فهو يخضع للقواعد العامّة والمقاصد الكلّية وليس إلى الأحكام الجزئية والأدلة التفصيلية للشريعة الإسلامية، وبالتالي فهو لا يخضع إلى منطق الحلال والحرام أو الحقّ والباطل، بل ينتمي إلى دائرة الخطأ والصواب وفق التقدير البشري، وقد قال صلى الله عليه وسلّم: "أنتم أعلم بشؤون دنياكم.".
متابعة القراءة -
من المنافسة إلى التعاون
يبدو أن التنافس بين الكائنات الحية سنة من سنن الله تعالى في الخلق، وإن الناس يتنافسون؛ لأن ما هو معروض مما يلبي رغباتهم وحاجاتهم أقل مما هو مطلوب، وتكون المنافسة في العادة بين أهل الاختصاص الواحد، وبين الذين يعيشون في بيئة واحدة.
متابعة القراءة -
عندما يتحول النقد إلى طرح عبثي؟
نقد الذات ومعالجة الخطأ والتقصير أمر مطلوب من منطلق الدين النصيحة، ولكن هذا النقد يتحول إلى طرح عبثي عندما يخرج من دائرة النصيحة إلى دائرة الطرح العبثي الديمقراطي بالطعن والقدح والتشويش والمراء وإشغال الأمة بعناوين فضفاضة دون رصيد في الواقع غير التشويش الإعلامي، فمثلا نجد أحدهم يقول: هناك صراع بين الحداثيين والتراثيين، طبعا هو يعتبر نفسه حداثيا ولا يدري أن المصطلح علماني مستورد يستخدمه العلمانيون ضد التيار الإسلامي بوصفهم متخلفين لتمسكهم بالتراث ولا أعلم في التيار الإسلامي حداثيا وتراثيا إلا إذا هم أصبحوا حداثيين.
متابعة القراءة -
بين الذهنية الفكرية والعملية 2
في المقال السابق بين الذهنية الفكرية والعملية تطرقنا لتساؤلات عدة عن ذهنية الفكر وذهنية العمل، ووُضِع المقال الأول كمقدمة طَرحت جُملة من الخصائص والمُميزات التي تتصف بها كل ذهنية على حدة، وكيف أن العائلة تُعتبر عاملا أساسيا تُعطي المدخلات الأساسية، التي تتشكل من خلالها كلا الذهنيتين.
متابعة القراءة -
كلمات في نقد الذات... الإسلاميون وهاجس الثقافة الغالبة
عديد القضايا التي تناقش اليوم كحرية التدين وتحكيم الشريعة والموقف من المخالف وغيرها هي نقاط التماس واختلاف بين التراث الإسلامي والثقافة الغربية، وقد يقول قائل أن انتقاد العلمانيين والاشتراكيين في هذا الباب أولى لأن تأثير الثقافة الغربية عليهم أوضع وأعمق لكن هذه التيارات هي تيارات مستوردة من الثقافة الغربية والشرقية ابتداء ولذلك ليس من العجيب أن يتأثروا بل وينغمسوا في هذه الثقافة، أما الإسلاميون فهم ليسوا تيارا دخيلا على الثقافة العربية والإسلامية وبالتالي فتأثرهم بهذه الثقافة هو محل النظر والاستغراب، وسأحاول في مقالي هذا ذكر ثلاثة وسائل يستخدمها بعض الإسلاميين لتبرير آراءهم المتأثرة بالثقافة الغربية.
متابعة القراءة -
صراع الأفكار.. من فطرة التجلي إلى عبث الجحود
لطالما اعتبرت اللغة، إضافة إلى كونها وسيلة للتعبير والتبليغ، نسقا من الرموز والإشارات التي تشكل إحدى أدوات المعرفة، وظل سؤال علاقة الكلمة بالمعنى الذي تدل عليه قائما يبحث عن تعقيدات الارتباط بينهما، غير أن ما يمكن الاتفاق عليه هو أن اللغة والفكر وجهان لعملة واحدة وأثر أحدهما متعد للآخر يشكلان في أحيان كثيرة لغة فكرية.
متابعة القراءة -
العقل الواعي
العقل الواعي لا يبحث فقط عما يؤيد اتجاهه وإنما يذهب ليرى ما عند مخالفه فإن وجد عنده شيئا يستحق غير رأيه وإنما لم يجد زاد اقتناعا بما عنده، العقل الواعي لا يصدر أحكامه سريعا وإنما كالقاضي يسمع من الفريقين ويرى حججهما ثم يتأمل ويصدر حكمه. يعرض ما توصل له بصدق ودون تحيز. العقل الواعي لا يقف عند حالة واحدة في الوعي وإنما يزداد يوما بعد يوم ما دامت حياته تزداد.
متابعة القراءة -
ما الحرية؟ تحديث رمزية أفلاطون للكهف
ذات مرة، في أرض بعيدة، توجد شركة الكهف العالمية، مبنى رطب، حزين، شاسع وغائر. تضم قاعاتها المفتوحة مئات العمال الذين يجلسون في أكشاك فردية مقيدة بشاشات فضية متلألئة عليها نقاط وخطوط لا نهاية لها، وصور متحركة بسخرية مدهشة. هذه الأشكال تتحرك في الشاشات وفق مبرمجين بعيدين والمشاهدين لا يعرفون عنهم شيئاً: يعرفون فقط إغراء الشاشات المضاءة، لا يَرَوْن غيرها. يعتقدون أنهم أحرار وأن الأشكال الإلكترونية والرسوم البيانية التي يرونها حقيقية.
متابعة القراءة -
هل الإنسان حقا حر في اعتقاده مطلقا؟
تعدّ مسألة مطلقية الاعتقاد من أشهر مخلّفات الحداثة وما بعدها، إذ ما فتئ الإنسان الغربي وتابعه بعض الممسوخين ثقافيا من بني جلدتنا تبنّي هذا الاتجاه دون أن يدركوا مآلات هذا الخطاب التحرري وما يترتب عليه، إذ كل خطاب له مآل، ولعل مآلات هذا الخطاب من دون تقييد، له أبعاده الدينية والأخلاقية على حدّ سواء.
متابعة القراءة -
من الجهل إلى العلم حتى الإدراك
ولدتُ مسلمًا من عائلة مسلمة، كنتُ مؤمنًا تمامًا أننا على الدين الحق، إيمانًا فطريًا ولم أكن لأسمح لنفسي ابدًا بالتشكيك في هذا الأمر، ببساطة..كانت فطرتي تتماشى مع هذا الدين، تربيت على أنّ هذا الدين له أعداء؛ الشيطان وأعوانه من الصهاينة المحتلين.
متابعة القراءة