-
الجزيرة الفراتية في أعين الرّحالة والمستشرقين الغربيين
"الجزيرة الفراتية" أو "الجزيرة الشامية"، أو ما كان يُسميه السُّريان بــ "سورية بريثا" أيّ سورية الخارجية، أو الرومان بــ "سورية الأولى"، أو التي وصفها شمس الدين المقدسي في ترحاله (في كتابه أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم) في القرن العاشر الميلادي: "إقليم نفيس، وثغر من ثغور المسلمين، وهو واسطة بين العراق والشام، ومنزل الأخيار، ومعدن الخيل العتاق؛ رخيص الأسعار، جيد الثمار". وهو إقليم نهري راسخ العمران منذ فجر الثورة الحضرية، ومن أقدم الأقاليم النهرية (بين نهري دجلة والفرات، ويمتد بين العراق وسورية والأناضول)، ويشغل الجزء الأوسط منه في سورية المجال الإداري لمحافظات الرقة ودير الزور والحسكة إدارياً، ورغم دورة الخراب "في المفهوم الخلدوني" في إطار الزحوف التترية نحوه، وطول أَمد اقتتال العشائر الغنّامة على المراعي والنفوذ فيه، فقد انطوت عملية الدمج الديموغرافي والاثني والتجاري في الدولة التنظيماتية العثمانية على تحويل الجزيرة الفراتية من إقليم طرفي للدواخل العربية "العراق وسورية والحجاز" إلى إقليم مندمج اقتصادياً وبشرياً بالأناضول والبحر المتوسط في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي.
متابعة القراءة -
علماء المسلمين حملةُ رسالة الحق والهدى للإنسانية "ردُّ أكاذيب وافتراءات المشككين وأهل الزيغ والذباب الإلكتروني بحق علماء الأمة"
علماء المسلمين هم حملةُ رسالة الحق والهداية للإنسانية، والدعاة إلى توحيد الله تعالى وإفراد العبودية له، وهم الضياء في الظلماء، وحجة الله تعالى في أرضه، وقلاع الحق أمام مكائد أهل الباطل وأعوانهم، وهم أعلم بما يُصلِح أحوال الناس في دنياهم وآخرتهم؛ لعِلمهم، وتفقههم بالدين، ولا يكتمون الحق على الناس استنكافاً أو تكبراً أو استغناءً، ولذلك عدَّهم الله تعالى أئمة عارفين يُهتدى بهم إلى الصراط المستقيم، وأَمَرَ عباده المؤمنين بسؤالهم أمور الدين والدنيا: ﴿وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ (السجدة: 24)
متابعة القراءة -
نحوَ فهم عميق لاسم الله الغفَّار
وصف الله سبحانه نفسَه بأنه غفّار، وغفور للذنوب والخطايا والسيئات لصغيرها وكبيرها، وحتى الشرك إذا تاب منه الإنسان، واستغفر ربه، قبل الله توبته، وغفر له ذنبه، قال تعالى: {قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *} [الاسراء :53] وقال تعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا *} [النساء :110] ومهما كبرتْ ذنوبُ هذا الإنسان فإنَّ مغفرة اللهِ ورحمتَه أعظمُ من ذنوبه التي ارتكبها، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ} [النجم :32] .
متابعة القراءة -
في حضرة الشهيد
بعضهم في مقتبل العمر مازالوا يستقبلون الحياة، لكنهم تخطوا العقود نضجًا، وازدانوا بأعمارٍ فوق أعمارهم أكسبتهم الأهوال بصيرةً، وأضافت سنوات، وحِقب من الوعي إلى وجدانهم. أنهكهم ما استقبلته حواسهم، لكن اتقدت عزائمهم بالسير في طريقٍ وجدوا أنفسهم منساقين إليه بلا قيد سوى عاطفتهم..
متابعة القراءة -
المعجزة القرآنية الخالدة.. وجوه الإعجاز اللفظي وأنواعه
لما زعم مشركو مكّة أن محمداً صلى الله عليه وسلم هو الذي ألف القرآن، قال الله تعالى: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لَّا يُؤْمِنُونَ * فَلْيَأْتُوا بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُوا صَادِقِينَ * أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (الطور، آية : 33 ــ 35).
متابعة القراءة -
في بيان وجوب قوامة لباس التقوى على كل ما سواه
لباس التقوى هو الذي يجفف منابع عري الجسد، والعكس غير صحيح، فما فعله آدم وحواء من محاولة ستر السوأة بورق الجنة لم يستر عورتهما. والسوأة لم تظهر أساسا إلا بالأكل من الشجرة التي أمرهما الله بعدم الاقتراب منها، مع تنبيههما إلى أن الشيطان عدو لهما، ولن يدخر جهدا في إغوائهما بما يخرجهما من الجنة، فيشقى آدم.
متابعة القراءة -
المرأة وحوار التمكين سبيل التحرير
معاناة المرأة بصفة عامة قديمة كقدم الإنسان حرفا، ذاقت الويلات، وامتطت النكبات عبر العصور، وفي جميع البقاع. عانت من تصورات بليدة تارةً أرضية، وتارة باسم الأديان بخاصة ممن ينصبون أنفسهم المتحدثين الرّسميين للآلهة، كما أن سعي التمكين، والتحرير باجتهادها الخالص، أو باجتهاد مجتمعات وثقافات قديم كقدم وجودها، ولا أعتقد له نهاية، أو محطة توقف مادامت تحوم حول كينونتها تمتمات ساخرة منتقصة، وتسيّج مواردها الخلاقة أشواك عازلة قاتلة، وما فتئت هي بالعقل تنبش، وعلى ضوء نوره تخطو.
متابعة القراءة -
الاستبداد والجمود الحضاري
التكلس والجمود الحضاري لا يفترس الأمم إلا من نافذة الاستبداد السياسي والكهنوتي، المنتج للأمة المتكلسة الآفلة. وتعاني الحضارة الغربية المعاصرة السائدة من سطوة النفس الأمارة بالسوء عليها، التي تؤذن بالغلبة على إنجازاتها المادية الإيجابية، وبإدخالها في نفق التشوه والاستبداد والمظالم والفساد والكهانة الإعلامية والأفول الحضاري.
متابعة القراءة -
أيها المسلم كُنْ يوسفيّاً!
نزلت سورة يوسف على رسول الله ﷺ بعد سورة هود، أيّ في الفترة الحرجة العصيبة من حياة رسول الله ﷺ، حيث توالت الشدائد والنكبات عليه وعلى المؤمنين، وبالأخصّ بعد أن فقد زوجه أم المؤمنين خديجة (رضي الله عنها)، وعمّه أبا طالب الّذي كان له خير نصير وسند قوي ومعين على أذى قريش وصناديدها. وبوفاتهما اشتدّ الأذى والبلاء على رسول الله ﷺ وعلى المؤمنين، حتّى عُرف هذا العام بــ (عام الحزن).
متابعة القراءة -
المجتمع هو الأصل
شغل سؤال التغيير والنهضة أذهان الشباب خصوصا خلال العقد الماضي، باحثين عن إجابة السؤال في الدولة ومؤسساتها ووظائفها وصلاحياتها، ولكن مع كل عملية تغيير كانت تحدث في الوطن العربي، كان البديل يبدو أسوأ، مما عزز الواقع المعيش أكثر وأكثر، ودفع بعض الشباب العربي لليأس والقنوط وانتظار "معجزة" أو "المهدي المنتظر" لحل إشكالات الواقع، كون "الدولة " بنظرهم هي المسؤول الأول والأخير، وهي "الكل بالكل"، ولكن إذا ما نظرنا للعمق أكثر، يظهر أننا تناسينا استثمار المساحات الهامة و الشاسعة والوسيطة الموجودة بين الفرد والدولة والتي تتمثل بالمجتمع المدني، والتي لها دور كبير في تعزيز منظومة القيم والأفكار عند الأفراد وتؤثر في سلوكياتهم وتحفزهم نحو فعل حضاري أكثر رشدا، فأين موقع المجتمع والدولة في الفكر و التراث العربي و الإسلامي ؟ وهل يوجد تجارب وصيغ مجتمعية في تاريخنا كان لها دور في صناعة الحضارة الإسلامية ؟
متابعة القراءة