إن أعظم خصيصة لشهر رمضان، وأجل مزاياه وأفضاله أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن الكريم، مصداقا لقوله تعالى في سورة البقرة: ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ - 185))، في ليلة مباركة منه قضى الله تعالى أن يرحم فيها عباده، ويعمّ فيها نوره وتتنزل هدايته، بعد إذ تاه الناس قبل البعثة في غياهب الشرك، وضلوا في متاهات الكفر وشقوا تحت أغلال الإلحاد والفسوق والظلم والفساد فلم يبق في الأرض مؤمن موحّد.
لقد كانت تلك الليلة حدثا عظيما في تاريخ البشرية لا تزال الأرض والسموات ومن فيها يُقاس أمرها على ما تنزّل فيها، هي ليلة اتصال السماء بالأرض ونزول الوحي على النبي المصطفى والرسول المجتبى محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم لتبقى آيات الله نبراسا أبديا إلى يوم القيامة يرشد الناس إلى ربهم، وإلى ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
لقد كانت تلك الليلة هي ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، عظّم الله قدرها وعظّم ما يُعمل فيها من الصالحات، تتشرف الأرض كل سنة بنزول أعداد كثيرة من الملائكة إليها فيها، يقودهم جبريل عليه السلام، يحملون معهم الخير والبر والسلام للمؤمنين، وأقدار وأرزاق الناس أجمعين، قال الله تعالى في سورة القدر: ((إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ، لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ، سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (1-5))). وقال سبحانه في سورة الدخان: ((حمۤ، وَٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡمُبِینِ، إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ فِی لَیۡلَةࣲ مُّبَـٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِینَ، فِیهَا یُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِیمٍ، أَمۡرࣰا مِّنۡ عِندِنَاۤۚ إِنَّا كُنَّا مُرۡسِلِین، رَحۡمَةࣰ مِّن رَّبِّكَۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ . 1-6)).
نزل القرآن كله من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا في هذه الليلة المباركة من شهر رمضان، ثم نزل مفرقا من السماء الدنيا إلى الأرض بواسطة جبريل عليه السلام إلى محمد بن عبد الله عليه أفصل الصلاة والتسليم حسب الوقائع مدة ثلاث وعشرين سنة. ومن تمام فضل شهر رمضان أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلقى جبريل في شهر رمضان فيدارسه القرآن، كما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري حتى إذا كان العام الذي توفي فيه عارضه مرتين.
إن شرف شهر رمضان بشرف القرآن الذي هو كلام الله، كلامه سبحانه عز في عليائه جعله بين أيدينا نقرأه بأنفسنا في شأنٍ ما كان لطبيعتنا البشرية أن تتحمله لو لا فضله وإحسانه، معجزة خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام وحجة الله في أرضه، الباقي على حاله بعجيب أحواله لا يناله التحريف أبدا إلى يوم الدين، أعجز الله الإنس والجن أن يأتوا بمثله فقال سبحانه في سورة الإسراء: ((قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا- 88))، وأعجزهم أن يقدروا على تحريفه فتحداهم بقوله في سورة الحجر: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ - 9))، وبقوله في سورة فصلت: ((لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ۖ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ 42))، أودعه صدور الحفاظ بالملايين في كل أمة من أمم الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها يُنقل عبر الأجيال بالتواتر، فلا قبل لأي شيطان من شياطين الإنس والجن أن يزيد فيه حرفا أو ينقصه. سخر سبحانه عباده لخدمته، صالحهم وطالحهم، ببناء الزاويا والمدارس والمعاهد وإقامة المؤسسات والمجاميع من أجله، وتنظيم المؤتمرات والندوات والجوائز والمسابقات في كل أنحاء الدنيا، لا يتوقف حفظه، عند الرجال والنساء والصغار والكبار في كل مكان في العالم، فلا يوجد كتاب يُحتفى به ويُخدم في الأرض ككتاب الله العظيم.
هو الروح التي تدب في الأرض لتحييها، فلا قيام للساعة ما دام في الدنيا نفس تؤمن به، وهو النور الذي يهدي به المختارين للفلاح من عباده، قال تعالى في سورة الشورى ((وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ".52)).
هو القول الفصل، والذكر الحكيم، والنور المبين، والصراط المستقيم، والحبل المتين، والحكمة البالغة، وشفاء الصدور والهادي إلى سواء السبيل. قال الله تعالى في سورة المائدة: ((قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ)، وقال سبحانه في سورة الإسراء: (إِنَّ هَٰذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9))، وقال في سورة يونس: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ. 57)). فمن اتبعه زكت نفسه، وسلم قلبه، وصلح عمله، ووعمّت السكينة والطمأنينة والسعادة مَحْياه، وكان على خير ما يتمناه المؤمن مماتُه.
لقد قضى الله سبحانه أن يكون هذا الشهر فرصة للمؤمنين ليعيشوا في رحابه شهرا كاملا، في صلاة التراويح جماعة، وبتلاوته فرادى في نهاره ولياليه، فيكون أكثر شغلهم في الطاعات - إضافة إلى صيامهم - قراءتهم القرآن الكريم.
لقد أفتى علماء الأمة أنه لا ينبغي أن يسبق قراءةَ القرآن طاعةٌ أخرى من الطاعات في رمضان، فكان الإمام مالك إذا دخل الشهر الكريم يترك الحديث ومجالسة أهل العلم، ويقبل على قراءة القرآن، وكان سفيان الثوري يقول: إنما هو إطعام الطعام وقراءة القرآن ويترك كثيرا من العبادات التي كان يواظب عليها للتفرغ للقرآن. وكان السلف الصالح يتنافسون في عدد ختمات القرآن منهم من يختم القرآن كل عشرة أيام، ومنهم من يختم كل سبعة أيام، ومنهم من يختم في ثلاثة أيام.
ومن مقاصد الانشغال بالقرآن في شهر رمضان أن يليّن المقبل عليه قلبَه، ويداوي نفسه، ويعرض حاله في سنة خلت، من رمضان إلى رمضان، على آيات القرآن الكريم وأحكامه وتوجيهاته، ليقيّم أعماله فيشكر الله ويحمده على ما كان منه من خير، ويتوب إلى بارئه على ما وجد من تقصير وتفريط، ويعزم على أن يعيش في رحاب القرآن الكريم بعد شهر رمضان.
لقد سهل الله تعالى على المؤمنين في هذا الشهر الكريم الإقبال على قراءة القرآن الكريم، فترى المؤمنين في كل البيوت والمحلات منصرفة إلى قراءة القرآن، والمساجد عامرة حول أوقات الصلاة بالمصلين الممسكين بالمصاحف، السابحين في أشواق الذكر الحكيم، تتناغم أصواتهم بالتلاوة من مختلف جنبات بيوت الله، فإذا كانت صلاة التراويح ترى الطرقات حول المساجد مزدحمة بالمصلين وساحاتها ممتلئة بالقائمين الركع السجود، وأصوات التلاوة تنبعث من كل مكان عبر مكبرات الصوت، في مشاهد عظيمة تتشابه في كل الأحياء والقرى والمدن والبلدان في كل أنحاء العالم تُدخل البهجةَ والسرور على قلوب المؤمنين، والحزنَ والكآبة على الفساق والفجار والكفّار أعداء الدين.
إن هذا الشهر هو شهر الشفاعة بالصيام والقرآن كلاهما، على نحو ما جاء في حديث حسن الإسناد عن عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: ((الصيامُ والقرآنُ يَشْفَعانِ للعبدِ، يقولُ الصيامُ : أَيْ رَبِّ! إني مَنَعْتُهُ الطعامَ والشهواتِ بالنهارِ، فشَفِّعْنِي فيه، ويقولُ القرآنُ : مَنَعْتُهُ النومَ بالليلِ، فشَفِّعْنِي فيه ؛ فيَشْفَعَانِ))، وفيه دربة للمؤمنين لكي يتعودوا على التلاوة ويواظبوا عليها بعد شهر رمضان، حتى لا يشكوهم نبيهم إلى ربهم إذا هجروه على نحو ما قاله الله تعالى في سورة الفرقان: (((وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا. 30))، وليبقوا دائما على الذكرى فلا يحيدوا عن هدي خالقهم ورازقهم، ولِما في الانشغال بالقرآن من أجر عظيم وفضل جليل، فقد قال الله تعالى في سورة فاطر: ((إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ، لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ- 29-30))، وجاءت أحاديث كثيرة تؤكد فضل تلاوة القرآن، منها الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ))،والحديث حسن الإسناد الذي رواه الترمذي عن عبد الله بن مسعود عن النبيّ عليه الصلاة السلام: ((من قرأ حرفًا من كتابِ اللهِ فله به حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها لا أقولُ (الـم) حرفٌ ولكنْ (ألفٌ) حرفٌ و(لامٌ) حرفٌ و(ميمٌ) حرفٌ)).
إن شهر رمضان فرصة لمضاعفة الأجور للصالحين، وفرصة للتصالح مع كتاب الله للمجافين، أفرادا وجماعات وأقواما وللأمة الإسلامية جميعها، ولا عذر لأحد في هجر القرآن الكريم ولو كان أعجميا أو ضعيف القراءة، بل إن الأجور تتضاعف لمن وجد مشقة في قراءته وفق ما جاء في الحديث المتفق عليه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((الَّذِي يَقْرَأُ القُرْآنَ وَهُو ماهِرٌ بِهِ معَ السَّفَرةِ الكِرَامِ البَرَرَةِ، وَالَّذِي يقرَأُ القُرْآنَ ويَتَتَعْتَعُ فِيهِ وَهُو عليهِ شَاقٌّ لَهُ أَجْران)).
وإن هذه الفرصة العظيمة لا تُحقق مقصدها بالتلاوة وحدها بل بأن يجتهد السامع والقارئ في أن يسلّم نفسه للقرآن فيُلقي السمع وهو شهيد ويفهم الكلمة وهو حاضر موجود، ويترك مسألة الخشوع لله الكريم الودود، يستعين عليه بالتوبة الصادقة عمّا مضى، والمقاصد النبيلة في ما يأتي، وبالحلال الطيب، وكف اللسان وصون السمع والبصر عما يغضب الله السميع البصير، ثم بالدعاء والتضرع والاستعاذة بالله من "قلب لا يخشع وعين لا تدمع" ، فإذا حل الخشوع فإنما يأتي برحمة الله في لحظات، بين الحين والحين، هي أحلى وأمتع مما يعرفه الإنسان في حياته من الأوقات.
إن التفاضل بين المؤمنين إنما بمدى التمسك بالقرآن الكريم وخدمته، فمن سعى لذلك في نفسه ومع غيره كان خير الناس على نحو ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خيرُكُم مَن تعلَّمَ القرآنَ وعلَّمَهُ ))، وقد تفنن المنشغلون بالقرآن بأن ألزموا أنفسهم بأربع مسارات بالتوازي في تعاملهم مع القرآن لكي ينالوا الخيرية بين الناس به: مسار التلاوة تلو التلاوة، والختمة بعد الختمة طول العام طوال حياتهم، ومسار الحفظ على مهل ومراجعة ما يحفظونه بالتكرار والصلاة به في الليل والنهار لمعالجة تفلته منهم ما أمكنهم وفق ما ورد في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها))، ثم مسار التدبر بأن تكون لهم ختمة طويلة لا يفرغون منها إلا عبر السنة وأكثر، لا يغادرون الآية حتى يفهموا تفسيرَها وسببَ نزولِها وأحكامَها ونحوَها وصرفَها و يقدّروا حال التزامهم بهديها وأحكامها، وأخيرا مسار خدمة القرآن بتعليمه وخدمته أو تشجيع ودعم من يتعلمه ويخدمه. والله وحده منه التوفيق والسداد.
إن القرآن الكريم هو لا شك سبب النجاة في الآخرة لمن عاش معه وبه، ولكنه كذلك رفعة في الدنيا، فقد جاء في صحيح مسلم أنَّ نَافِعَ بنَ عبدِ الحَارِثِ لَقِيَ عُمَرَ بعُسْفَانَ، وَكانَ عُمَرُ يَسْتَعْمِلُهُ علَى مَكَّةَ، فَقالَ: مَنِ اسْتَعْمَلْتَ علَى أَهْلِ الوَادِي، فَقالَ: ابْنَ أَبْزَى، قالَ: وَمَنِ ابنُ أَبْزَى؟ قالَ: مَوْلًى مِن مَوَالِينَا، قالَ: فَاسْتَخْلَفْتَ عليهم مَوْلًى؟! قالَ: إنَّه قَارِئٌ لِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ، وإنَّه عَالِمٌ بالفَرَائِضِ، قالَ عُمَرُ: أَمَا إنَّ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ قدْ قالَ: إنَّ اللَّهَ يَرْفَعُ بهذا الكِتَابِ أَقْوَامًا، وَيَضَعُ به آخَرِينَ))،
فكم من أفراد في المجتمعات لم يكن أحدٌ يأبه لهم رفعهم الله بين الناس بالقرآن لما صاروا من أهله، وكم من أمم لم يكن في التاريخ من يذكرهم رفعها القرآن العظيم فعظُمت بعظمته لمّا أصبح هو قائدهم ونبراسهم.
إن أمتنا الإسلامية وُجدت بالقرآن الكريم ولا بقاء لها إلا بالقرآن المجيد. لقد خرجت إلى الوجود ذات ليلة من ليالي رمضان تنزّل فيها هذا القرآن العظيم، وقد كتب الله أن هذه الأمة ترتفع إلى المراتب العليا بين الأمم حين تتمسك بكتاب الله، وتوضع في أسفلها حين تتخلى عنه. وإن سبيلها اليوم للشهود الحضاري من جديد إنما يكون بالرجوع إلى كتاب الله، فهو سبيلنا للسؤدد والشهور. بل إن البشرية اليوم على الصورة التي كانت عليها الأرض قبل نزول القرآن الكريم، غير أن القرآن حاضر بيننا، حفظه الله في مجتمعات المسلمين، وفي اليوم الذي تعود الأمة إليه، أفرادا ومجتمعات ودولا، في كل مجالاتها وشؤونها، ستبدأ رحلة البشرية الجديدة نحو رحمة الإسلام. وذلك يوم آت لا محالة بحول الله.