تعتبر نصرة القضية الفلسطينية واجبًا دينيًا وأخلاقيًا على عاتق كل مسلم وكل صاحب ضمير حي. لنصرة فلسطين، يجب أن نتبنى أدوات متعددة تجمع بين الدعاء واليقين، والعمل الإعلامي، ودعم المقاومة ماليًا وتقنيًا. كما يتوجب علينا توجيه الرأي العام عبر الشخصيات المؤثرة، ودعم المقاطعة الاقتصادية والثقافية للاحتلال. تعزيز الوعي برواية القضية الفلسطينية والتصدي للتطبيع السياسي من أهم الأساليب في هذه المعركة المستمرة. في السطور القادمة، نستعرض مجموعة من الوسائل العملية التي يمكننا اتباعها لنصرة فلسطين ودعمها على جميع الأصعدة.

الدعاء واليقين

الدعاء سلاح المؤمن، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن ربكم تبارك وتعالى حيٌ كريم يستحي من عبده إذا رفع يداه إليه أن يردهما صفرًا خائبين". على المسلمين التضرع للّه تعالى نصرة للأقصى وتحرير المقدسات ورد العدوان والمظالم. 
اليقين والصبر والعمل كلها مقومات لنيل النصر والتمكين للمجتهدين وأصحاب الحق. وقد وعدنا الله سبحانه وتعالى بالنصر إذ قال لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ).
نحن المسلمون نؤمن إيمانا تامًا بالنّصر المبين في النهاية، ما علينا سوى الاجتهاد والسعي والعمل مصداقًا لقوله تعالى (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) [التوبة: 105] 

الإعلام والتعبئة

الإعلام الرقمي أصبح أداة فعالة في الحروب الجديدة، ودلائل ذلك هو تقييد المحتوى الفلسطيني من قبل المنصات الاجتماعية مثل منصات شركة ميتا وتويتر ويوتيوب، لا تستهينوا بالكلمة وتأثيرها النفسي على العدو. إن أهم ما تقوم به في الحروب هو أن تستقي المعلومة والأخبار من مصادرها الحقيقية مثل إعلام المقاومة نفسها وتجنب الشائعات وروايات العدو.

التأثير والتوجيه

المؤثر يلعب دورًا كبيرًا في الترويج لعدالة القضية الفلسطينية أمام المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، فالكثير من السياسيين والفنانين والرياضيين يمكنهم القيام بدور كبير هذه الأيام لردع الاعتداء الصهيوني.
الرأي العام يتأثر بالمشاهير وعلى جمهورهم أن يضغط باتجاه اتخاذ موقف لصالح المقاومة وعدم تغليط الشعوب والجماهير فيما يحدث على أرض الواقع من ظلم وعدوان.

الاختراع والتكنولوجيا

نقل التكنولوجيا والاختراعات الجديدة هي أحد أهم أدوات صناعة القوة والتمكين في الوقت الحالي، إن وجود أدوات تقنية والكترونية فتّاكة ومتفردة لدى المق-اومة يمكنها أن تقلب المعادلة نحو الأفضل دومًا.
حاول دائمًا أن تفيد الكفاح في فلسطين بآخر التكنولوجيات الحديثة وتعليم الأجيال الفلسطينية في المعاهد والجامعات عن بعد.

المال والدعم

قال رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: "مَن جَهَّزَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ فقَدْ غَزَا، وَمَن خَلَفَ غَازِيًا في سَبيلِ اللَّهِ بخَيْرٍ فقَدْ غَزَا". ويا له من تكريم لمن يدعم بالمال المقاوم،ين.
المال نبض الحياة عند الحروب، والجهاد من أجل تحرير المقدسات يحتاج إلى دعم وعون مالي كبير. ابحث عن الجهات القانونية والمعتمدة في بلدك والتي تعمل على تحويل الأموال إلى داخل الأراضي الفلسطينية من أجل إعادة الإعمار وتطبيب الجرحى ودعم المقاومة.

المقاطعة والبدائل

مقاطعة أدوات وفضاءات العدوان المحتل ومن يعاونهم هي أحد عمليات دحض الرواية الصهيونية والغربية القائمة على الافتراء وتغليط الرأي العام العالمي. إن المقاطعة وسيلة مهمة لعرقلة تطبيق سياسات المحتل وبالخصوص تلك المصنفة كأعمال ناعمة مثل الفن والغناء، والسينما، والرياضة، والثقافة. 
لقد أثبتت المقاطعة الاقتصادية جدواها في الكثير من الأحداث، ويجب التركيز على مقاطعة منتجات وخدمات الشركات والمنظمات التي تدعم الاحتلال الغاشم وتعميمها لدى الرأي العام الإسلامي.

المعرفة والرواية

عامة الناس لا تعرف الكثير عن فلسطين وتاريخها البعيد والقريب وكيف تشكل الصراع الحالي؟ وبالخصوص مع التحكم التام في وسائل الإعلام الثقيلة والرقمية في يد العدوان.
علينا تسويق الصورة الحقيقية والتاريخ الصحيح للقضية بناء على الدلائل القاطعة مترجمة إلى عدة لغات وايصالها للشعوب بمشارق الأرض ومغاربها. والتركيز بالخصوص على اللغة الإنجليزية.

المساندة السياسية

يجب على جميع المسلمين في أوطانهم أن يؤسسوا جبهة مقاومة ضد التطبيع وتوقف هذا الإمداد للعدو المحتل بالبترول والغاز والماء من بلادنا الإسلامية، واستيراد السلع الإسرائيلية مما يمكن أعداء الله من هذا البطش، واستنفاد كل الوسائل المشروعة في كل بلد من احتجاجات، ومسيرات، واعتصامات، ومشاورات، وبيانات، ونشرات، ولقاءات مع المسئولين في كل بلد لإقناعهم - سلميا- بضرورة تعديل مواقفهم وفقا لأحكام الشرع وضرورات العصر.