مع تطور التكنولوجيا ودخولها لجميع المجالات ساهمت بشكل كبير في تغيير حياة البشر وعاداتهم اليومية، من طريقة تواصلهم وكيفية التسوق وقيامهم بالأعمال اليومية إلى طرق الدفع عند الشراء عبر الإنترنت. 

في أيامنا هذه من المؤكد أن الجميع قد سمع بمصطلح Bitcoin أو مر عليه مصطلح العملات المشفرة (cryptocurrency)، ولكن فئة قليلة جدا تعلم ماهي وكيف تعمل.

إلى غاية فبراير 2021 تم تسجيل ما يزيد عن 4500 عملة مشفرة في السوق مع ظهور عملة جديدة كل مرة كعملة Dogecoin التي ظهرت قبل بضعة شهور لتنافس على الصدارة مع باقي العملات العالمية مثل: Bitcoin ،Ethereum ،Tether Binance Coin وغيرها. 

لكن ما هي العملات المشفرة ؟ 

العملة المشفرة هي قيمة أو عملة رقمية أو افتراضية محمية بالتشفير، مما يجعل تزويرها أو التلاعب بالتحويلات والإنفاق المزدوج شبه مستحيل. ترتكز العملات المشفرة على تقنية blockchain، وتتميز بحقيقة أنها لا تصدر من قبل أي هيئة مركزية مما يجعلها محصنة ضد التحكم أو التلاعب من قبل البنوك والحكومات، ويمكن استعمالها لبيع وشراء منتجات وخدمات عبر الإنترنت. 

أول عملة رقمية ظهرت في سنة 2009 كانت Bitcoin ولا تزال الأكثر شعبية. 

كيف تعمل العملات المشفرة؟ 

يمكن التعبير عن العملة المشفرة كقيمة افتراضية يستطيع المستخدم تبادلها مقابل خدمة أو منتج مثل ما هو الحال مع القطع المعدنية التي نشتريها ثم ندخلها في آلة الألعاب حتى نستطيع بدء اللعبة.

حتى يستطيع الشخص شراء وتبادل العملات الرقمية يجب عليه أن يمتلك قبل ذلك محفظة للعملات المشفرة (Cryptocurrency wallet) يتم من خلالها جمع والاحتفاظ بالعملة أو تحويلها لشخص يمتلك محفظة مماثلة وكل محفظة تمتلك عنوانا خاصا بها٬ هذه المحفظة هي عبارة عن تطبيق متوفر للأجهزة المحمولة والهواتف الذكية وحتى أجهزة الحاسوب ويمكن أن نجد أيضا أجهزة محمولة خاصة للمحفظة الرقمية.

عند البدء بعملية التحويل أو الشراء يتم تشفير المعاملات، وتتم مراقبة العملية من خلال جميع الأجهزة المتصلة بالشبكة، مع ذلك لا يمكن معرفة من قام ببدء العملية وعنوان المرسل أو المستقبل. 

يطلق على الأجهزة المتصلة بالشبكة والتي تعمل على تشفير ومراقبة عملية التحويلات بمعدني العملات المشفرة (crypto mining).

ما هي تقنية البلوك شاين Blockchain؟ 

حتى نستطيع أن نفهم بشكل جيد كيفية عمل العملات المشفرة لابد لنا أن نفهم التقنية المستعملة وراء ذلك (البلوك شين). 

هي عبارة عن سجل مفتوح يحفظ المعاملات موزع على عدد كبير من الأجهزة المتصلة بالشبكة حول العالم، من الناحية العملية يشبه إلى حد ما دفتر الحسابات المصرفية التي تسجل فيه جميع العمليات اليومية. 

يتم تسجيل هذه المعاملات في "كتل Blocks" مرتبطة ببعضها البعض على شكل سلسلة تحتوي كل كتلة في السلسلة على عدد من المعاملات، وفي كل مرة تحدث معاملة جديدة على blockchain، تتم إضافة سجل جديد لتلك المعاملة إلى سجل كل مشارك في الشبكة.

يتم تسجيل المعاملات بتوقيع تشفير غير قابل للتغيير يسمى التجزئة (Hash) يربط بين كل كتلة والكتلة التي تليها. 

مما يعني أنه إذا تم تغيير كتلة واحدة في سلسلة واحدة، فسيكون من الواضح على الفور أنه تم العبث بها. إذا أراد المتسللون إتلاف نظام blockchain، فيتعين عليهم تغيير كل كتلة في السلسلة عبر جميع الإصدارات الموزعة خلال الشبكة وهذا أمر مستحيل.

ما هي تقنية تعدين العملة المشفرة؟ 

تتم عملية تعدين العملة المشفرة من خلال أجهزة حاسوب عالية الكفاءة، تقوم بعمليات حسابية معقدة لتشفير وفك تشفير المعاملات الرقمية التي تتم.

عندما يقوم شخص ما بعملية إرسال عملة لشخص آخر عن طريق عنوان المحفظة الإلكترونية، يُطلق عليها معاملة.

يقوم معدِّنو العملات المشفرة بتجميع المعاملات معًا في "كتل" وإضافتها إلى سجل عام يسمى "blockchain". ثم تحتفظ العقد بسجلات لهذه الكتل حتى يمكن التحقق منها في المستقبل.

لمنع الاحتيال، يتم فحص كل معاملة باستخدام طريقتين رئيسيتين للتحقق: إثبات العمل أو إثبات الحصة.

• الطريقة الأولى: 

إثبات العمل هو طريقة للتحقق من المعاملات على blockchain حيث توفر الخوارزمية مشكلة رياضية تتسابق أجهزة الكمبيوتر لحلها، كما يقول Simon Oxenham، مدير الوسائط الاجتماعية في Xcoins.com.

يعمل كل جهاز حاسوب مشارك، يُشار إليه غالبًا باسم "معدن Miner"، بحل لغز رياضي يساعد في التحقق من مجموعة من المعاملات - يشار إليها باسم كتلة - ثم يضيفها إلى أداة قراءة blockchain. أول جهاز حاسوب يقوم بذلك بنجاح يكافأ بكمية صغيرة من العملات المشفرة لجهوده.

• الطريقة الثانية: 

إثبات الحصة لتقليل مقدار الطاقة اللازمة للتحقق من المعاملات. تستخدم بعض العملات المشفرة طريقة إثبات الملكية. مع إثبات الحصة، يكون عدد المعاملات التي يمكن لكل شخص التحقق منها محدودًا بمقدار العملة المشفرة التي يرغب في "مشاركتها"، أو حبسها مؤقتًا في خزنة جماعية، من أجل فرصة المشاركة في العملية، لكن الاحتمالات التي سيتم اختيارك للقيام بذلك تزداد مع المبلغ الذي تقدمه.

بعض العمليات المعقدة قد تستغرق وقتا طويلا ولهذا يستثمر الأفراد والشركات في توفير أكبر عدد ممكن من أجهزة الحاسوب القوية وإدخالها في الشبكة لتساهم في تسريع القيام بأكبر عدد من عمليات التعدين من أجل الحصول على عمولة أكبر. 

هل العملات المشفرة آمنة؟

عادة ما يتم إنشاء العملات المشفرة باستخدام تقنية (blockchain) حيث يتم تسجيل المعاملات في "كتل"؛ إنها عملية تقنية معقدة إلى حد ما، ولكن النتيجة هي سجل رقمي لمعاملات العملة المشفرة التي يصعب على المتسللين التلاعب بها.

بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المعاملات عملية مصادقة ثنائية: على سبيل المثال، قد يُطلب منك إدخال اسم مستخدم وكلمة مرور لبدء المعاملة، بعد ذلك قد تضطر إلى إدخال رمز المصادقة الذي يتم إرساله عبر رسالة نصية إلى هاتفك الخلوي الشخصي. 

رغم كل هذه الاحتياطات الأمنية المعقدة، فهذا لا يعني أن العملات المشفرة غير قابلة للاختراق. في الواقع، كلفت العديد من الاختراقات الشركات الناشئة في مجال العملات الرقمية مبالغ ضخمة جدا. ضرب المتسللون Coincheck بقيمة 534 مليون دولار و BitGrail مقابل 195 مليون دولار في عام 2018. وهذا ما جعلهم ضمن أكبر عمليات إختراق العملات المشفرة لعام 2018، وفقًا لـInvestopedia.