الخرافة النباتية The Vegetarian Myth هو كتاب ألفته ليير كيث Lierre Kith، وهي كاتبة أمريكية، ظلت لمدة عشرين عامًا تتبع "النظام النباتي" في الغذاء، وبعد هذه المدة الطويلة كتبت ليير كتابها هذا لتقول "أن النظام النباتي خرافة"، وأن هذا النظام دمّر صحتها، وصحة الكثير غيرها، وأنها قررت أن تواجه الحقيقة بكتابة هذا الكتاب - الذي لم يكن من السهل أن تكتبه كما تقول - لتبيّن أن ما يقال عن النظام النباتي مجرد خرافات!
تقول ليير أن النباتيين ينقسمون إلى نوعين:
1- من لا يأكل لحوم الحيوانات، ويقتصر فقط على مُنتجاتها كالبيض والألبان وغيرهما.
2- من لا يأكل لحوم الحيوانات ولا يأكل منتجاتها أيضًا.
وتصف ليير النوع الثاني من النباتيين، بالنباتيين المتطرفين، وتقول أنها كانت ضمن هذا النوع من النباتيين، الذين لا يأكلون لحوم الحيوانات ومنتجاتها، إذ تقول: "لن آكل أي شيء له أم أو وجه".
- كما تبين ليير أن الدوافع التي تقود الشخص لكي يصبح إنسانا نباتيا، هي أربع دوافع:
1- دافع أخلاقي (النباتيون الأخلاقيون).
2- دافع سياسي (النباتيون السياسيون).
3- دافع غذائي أو صحي.
إذ قد يتحوّل الشخص من إنسان طبيعي إلى إنسان نباتي نتيجة لدافع من هذه الدوافع الأربع، أو بعضها، أو كلها مجتمعة.
وأخذت ليير كل دافع من هذه الدوافع وقامت بنقد. فمثلًا بالنسبة للدافع الأخلاقي، يرى النباتيون أنه: لماذا علينا أن نعيش فى مقابل أن يموت كائن آخر؟ في حال يمكننا أن نحيا وكذلك تحيا الحيوانات ولا تذبح من أجل الطعام.
فكان رد ليير كيث: بما أن الغاية من وراء هذا الدافع الأخلاقي أن تعيش الحيوانات ولا تُقتل أو تُذبح من أجل الطعام، فإنها قد وجدت أنه إذا تم أخذ جزء من التربة بمقدار ملعقة طعام كبيرة"، فإن هذا الجزء يحوي "أكثر من مليون كائن حي" وأن "متر مربع" من التربة يحوي على أكثر من "ألف نوع من الكائنات الحية"!
وترى ليير أن الزراعة هي أكثر الأشياء تدميرًا يقوم بها البشر على الكوكب.
وحجة ليير في ذلك، أن بسبب الزراعة تُقتل مليارات الكائنات الحية من الحشرات والبكتيريا والديدان.. إلخ.
فيكون من باب أولى أن لا نقوم الزراعة كونها تقتل عددا أكبر بكثير مما يفعله الإنسان من ذبح الحيوانات للطعام. وتقول ليير إن الحياة لا تكون ممكنة بدون الموت مؤكدة أنه ليس من المهم ماذا تأكل، لأنه لكي تأكل لابد من موت كائن ما.
وعن الدافع الصحي للنظام النباتي، فترى ليير كيث أنها مجرد خرافة، لعدة أسباب منها:
- أن الإحصائيات التي تخرج عن فائدة النظام الغذائي النباتي للصحة غير عادلة، إذ يتم عقد مقارنة بين شخص نباتي لا يشرب الكحول ولا يدخن السجائر ولا يشرب الشاي ولا القهوة ولا أي شئ قد يضر الصحة، مع شخص آخر غير نباتي يأكل اللحوم، لكنه يفعل كل أو بعض هذه الأشياء الضارة بالصحة!
- وإضافة إلى ذلك، الإنسان العادي الذي يأكل اللحوم قد يأكل الوجبات السريعة التي هي مضرة بالصحة، وبالتالي تكون تلك الدراسات غير عادلة، ومتحيزة، فتخرج لنا أن النظام النباتي أفضل للصحة.
وبناءً على ذلك، يجب أن تكون المقارنة بين شخص نباتي وآخر غير نباتي لا يشرب هو أيضًا الكحول والشاي والقهوة ولا يقوم بالتدخين ولا يأكل الوجبات السريعة، لتكون الإحصائيات موضوعية!
- كما أنه قد وجدت قبائل تأكل اللحوم وتلتزم نظام صحي في الأكل والشرب ويعيش أفرادها فترات كبيرة من العمرة ويكونوا أقل عّرضة للإصابة بالأمراض.
أما الدافع السياسي للنظام النباتي، يكمن في أن النباتيين يرون أنه إذا تحوّل البشر إلى نباتيين فسيكون هناك طعام كافي للجميع، ولن يكون هناك مجاعات.. إلخ.
وقامت ليير كيث بنقض هذا الدافع عندهم، وأقامت دليلها على أن كمية الطعام الناتجة عن مزرعة حيوانية مساحتها فدان تكون أكبر من كمية الطعام الناتجة عن أرض زراعية في نفس المساحة، بالإضافة إلى أن فائدة اللحم أكبر لاحتوائه على البروتين.
وبذلك نتبين أن الدوافع الثلاثة التي يعتمد عليها النباتيين، هي دوافع هشّة لا تقف على أرض صلبة.
وأختم هذه المراجعة للكتاب ببعض أقوال ليير كيث:
- "لقد دمرت جسدي!"
- "لقد ألحقت ضرراً بجسدي، وغدتي الدرقية، ومفاصلي من خلال تناول المواد غير الصالحة للأكل."
- "لمدة عشرين عامًا، كنت أختنق بعض الأطعمة المثيرة للاشمئزاز، وكنت أجعل نفسي أحبها."
- "خسرت عشرين سنة: معظم شبابي."