(البعد الإضافي)
الحقيقة التي نود الاتفاق عليها أن النجاح فطرة ولكن نحتاج إلى أن نتقن بعض المهارات التي تعزز فرص الفوز والتميز، نعم خلقنا للنجاح ولكن النجاح مشروط بالأخذ بالأسباب، ومن أهم مهارات النجاح قيادة النفس لأنها مصدر التحكم والسيطرة، وإذا لم ننجح في قيادة أنفسنا لن ننجح بتميز في أي شيء آخر، ولكن هناك مهارات أخرى أيضا يجب أن نتقنها مثل مهارة أنا مسؤول عن نفسي ومهارة التقليل من عادة التذمر والانتقاد وتبديلها بالحمد والشكر وخلق وصناعة الفرص للنجاح، واليوم سنحاول أن نغوص في مهارة جديدة لا تقل أهمية عن باقي المهارات.
مهارة استخدام الحواس بالطريقة الصحيحة، أو إيجاد بعد إضافي للحواس من أجل استثمار القدرات والامكانيات التي وهبنا إياها المولى بطريقة مثلى، وإذا تفكرنا في قوله تعالى: (لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّيُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) ١٧٩ سورة الأعراف ، سنعي أن للإبصار والسمع والعقول أبعاد إضافية وليس فقط الوظيفة الاعتيادية، وهو أن أسمع أو أرى وعلى سبيل المثال لفترة طويلة كنت أستخدم وظيفة السمع لكي أقوم بالرد على المتحدث ، فقبل أن ينهي كلامه يكون ردي جاهزا ، حتى اكتشفت أن البعد الاضافي للسمع هو الفهم وليس الرد، بعدها وجدت أن هناك فرقا كبيرا في الحياة وفِي ردات فعلي التي أصبحت أسيطر عليها بشكل أفضل.
إيجاد بعد إضافي للحواس هو ما يولد الحواس الإضافية لذلك نسمع عن الحاسة السادسة أو الحاسة السابعة أو سرعة البديهة
الأبعاد الإضافية للحواس عبارة عن مهارات يمكن التدريب عليها وتطويرها، وأهم عنصر لتطويرها أن نجعلها مصادرا للتحليل والتفسير المنطقي للوصول إلى الحقائق المجردة، أما أهم عنصر لتدميرها هو إهمالها أو توظيفها كناقل لما نرى ونسمع كالببغاء والمصيبة الأعظم أن يوظف حواسنا أحد غيرنا لمصلحته.
إذا أوجدنا بعدا إضافيا لحواسنا سنكتشف أن فن الحديث وفن الاستماع لدينا تطور بشكل كبير، وسنجد أننا سوف نبتعد عن المجادلات العقيمة وسننزه أنفسنا عن الرد على بعض الأشخاص وسنرتقي بأنفسنا عن بعض الترهات والتفاهات ، وسنلجأ إلى اُسلوب طرح أكثر رقيا، وستكون نظرتنا للأمور المهمة أكثر عمقا، وسنعي أن سرعة البديهة ليست في سرعة الرد بالكلام فقط وإنما بحسن التصرف في المواقف الصعبة، سنكون أكثر اتزانا وأكثر بعدا في النظر وهو ما نحتاجه بشدة لِغَد أفضل وأكثر إشراقا، ومن أجل ذلك نحتاج أن نكون أذنا واعية، ولا مانع أن تقرأ هذا المقال أكثر من مرة لأنه للتعمق أكثر منه للقراءة.
ودمتم بود.