يجد الكثير من الطلاب العرب في تركيا صعوباتٍ جمّة في التأقلم مع دراسة تخصصاتهم العلمية، غالبًا بسبب ضعف تكوينهم في اللغة التركية خصوصًا مع سنواتهم الأولى، وما زاد من تلك الصعوبات قرار الحكومة التركية دمجهم داخل المدارس الحكومية، أين يجب على الطالب العربي دراسة المنهج التركي، ولتذليل تلك العقبات خرجت إلى النور مبادرة "فصيح" التي تعنى بشرح المقررات التركية بالعربية، إن كنت طالبًا عربيًا في تركيًا أو تفكّر في الدراسة بالمدارس الحكومية هناك، في هذا التقرير سنعرّفك على مبادرة فصيح التي ستأخذ بيدك للتفوّق في موسمك الدراسي.
أوّل منصة لشرح المنهاج التركي باللغة العربية
لطالما كانت اللغة أكبر حاجزٍ أمام الطلاب العرب في تركيا في المراحل الدراسية للتعليم ما قبل الجامعي، خاصة مع قرار الحكومة التركية دمج الطلاب العرب في المدارس الحكومية، ولأنّ الحاجة أم الإختراع؛ أنشأ مجموعة من الطلاب العرب بتركيا "فصيح" وهي منصة للتعليم عن بعد، توفر خدمة تسهل على الطلاب العرب متابعة دراستهم بالمنهاج التركي، وذلك من خلال حصص دراسية عبر أنترنت.
تعود فكرة المنصة حسب الأستاذة خلود حلبي مديرة مشروع فصيح إلى أبنائها الثلاثة الذين كانوا يزاولون دراستهم بالمدارس التركية الرسمية، لمّا قررت السلطات غلق المدارس السورية ودمجها بالرسمية، وجد أبناؤها صعوبة في مسارهم الدراسي بسبب اللغة التركية؛ وتضيف السيدة خلود حلبي أنّ هذا الأمر الذي دفع إلى التفكير في طريقة تساعد الطلاب السوريين والعرب في تجاوز صعوبة اللغة عن طريق إعداد فريق من طلاب الجامعات السوريين المتمكنين من اللغة العربية ومتخصصين في المواد الكونية حسب المنهاج التركي.
وفي معرض حديثها مع "عمران" عن بدايات مشروع فصيح؛ أبرزت السيدة حلبي أنّ البداية كانت بإجتماعات مع المبرمجين ومع أصحاب الخبرات في مجال التعليم عن بعد، إضافةً إلى دراسة التجارب السابقة، أفضت هذه الإجتماعات عن الصورة الأخيرة من تطبيق المشروع، وأكدت السيدة خلود أن تطبيق المشروع بدأ عن طريق تسجيل فيديوهات تعليمية جاهزة داخل أستديو إحترافي من بداية المرحلة الإعدادية إلى بداية المرحلة الثانوية، إضافة إلى أن الموقع يحتوي على اختبارات وامتحانات شاملة للوحدات يقوم الطالب بحلها ضمن وقت محدد والموقع يقوم بتصحيحها وإعطائه النتيجة الصحيحة مع التصويب للإجابة الخاطئة.
ثلاث سنوات.. مسيرة فصيح في مرافقة الطلاب العرب بتركيا.
وجد الطلاب السوريون والعرب أنفسهم أمام صعوباتٍ جمةٍ في إكمال مسارهم التعليمي بنجاح خصوصًا بعد قرار دمج المدارس العربية السورية بالرسمية الحكومية، وأمام هذه الصعوبات خرج مشروع فصيح للنور قبل 3 سنوات؛ ليهتمّ بشرح المنهاج المدرسي التركي كل سنة، فالمنهاج الدراسي في تركيا يتغير مع كل سنة، وإلى الآن استطاعت فصيح أن تتواصل مع آلاف الطلبة من بيتوهم، وأن تضع لهم المنهاج الدراسي وتشرح جميع الدروس للمواد المدرّسة مثل: الرياضيات والعلوم والفيزياء والكيمياء والأدب، وباللغة العربية ليتمكنوا من استيعابها.
كما أنّ مشروع فصيح يضع بين يدي الطلاب عدّة خدمات، ناهيك عن خدمة شرح المنهاج التركي للطلاب العرب الدارسين في المدارس التركية، والتي تدرس عبر طريقين:
1- خدمة الدروس المسجلة: ويحصل الطالب فيها على جميع الدورس لأغلب المواد على شكل فيديوهات مسجلة مسبقا عبر موقع فصيح، برسوم اشتراك سنوية رمزية جدًا تدفع لمرة واحدة فقط خلال عام دراسي كامل، تتراوح تلك الرسوم ما بين 350 ليرة إلى 450 ليرة تركية حسب المرحلة العمرية للطالب.
2- خدمة البث المباشر: تعتبر هذه الخدمة أكثر ما يميّز مشروع فصيح، بحيث يتمكن الطالب من حضور الدروس بشكل مباشر مع الأستاذ، ويستطيع أن يسأله عن أي استفسار أو موضوع، كما يتسنى للأستاذ أن يجيب على إستفسارات طلابه؛ وتعتمد هذه الخدمة على قيمة إشتراكٍ سنويٍ أعلى من الخدمة الأولى.
كمخططاتٍ للنهوض بمشروع فصيح، تطمح المنصة حسب مديرتها خلود حلبي إلى تغطية احتياجات كل الطلاب العرب الدارسين بالمدارس التركية في أي وقتٍ، كما أن الخطة المستقبلية لفصيح هي تحضير دورات اللغة العربية لطلاب الجاليات العربية.