حاوره: أ. أيوب رافع
قيمة الحياة تتمثل في التميز والإنجاز، واستغلال الوقت فيما يفيد، مع إعطاء العلم والتكوين المستمرين الأهمية البالغة. هذه الأمور في الحقيقة لن تجدها عند العامة، بل عند فئة قليلة من الناس، لكن على قلتها تحدث الفارق دائما. وهناك أشخاصا بلغوا من النجاح ما جعلهم محط اهتمام الجميع، بأفكار رسموها في خيالهم وهم صغار، وعملوا على تطويرها عبر مراحل أعمارهم. فالأفكار دائما وليدة البيئة تفرضها ظروف معينة، تنعكس على من عايشها فتترك آثارا مختلفة، مما يجعله يبتكر حلولا لها حتى يتجاوز بها كل المعوقات التي تعترض حياته العملية أو العلمية.
قسم المؤشر في مدونات عمران الذي يهتم بمعايير المنافسة لمساعدة دولنا في النهضة على هذه المعايير. استضاف واحداً من هذه الوجوه المميزة والمخترعة لنقل تجربة شخصية عايشها مع الإبتكارات والأفكار البناءة، ليكون قدوة ومحركا لشباب الأمة لإطلاق أفكارهم في مجالات البحث المختلفة. بحيث استضاف قسم المؤشر يوم 09 جويلية 2020 ويليام ساشيتي William Sachiti وهو بريطاني الجنسية زيمبابوي الأصل، ومدير أعمال ناجح ومخترع، وهو أيضاً الرئيس التنفيذي ومؤسس مصنع الكارجو للسيارات ذاتية القيادة المخصصة لإيصال الطلبيات وهي شركة ناشئة تنافس جوجل وتيسلا.
السيارات الذاتية القيادة هي سيارات قادرة على استشعار البيئة المحيطة بها والملاحة دون تدخل بشري، ويجري تطوير العديد من المركبات الذاتية القيادة، لكن حتى فبراير 2017 فإن تلك المركبات المصرح لها بالسير في الطرقات العامة ليست ذاتية القيادة تماما، فتصنيع واستخدام هذه المركبات أمامه عقبات وتحديات تقنية عديدة. وللوقوف على تقنية السيارات ذاتية القيادة كان هناك لقاء مع ويليام ساشيتي لنشر ومشاركة خبراته مع شبابنا فيما يخص تجاربه حول السيارات ذاتية القيادة وأمور أخرى.
أهلاً بك سيد ويليام، نحن سعداء بمقابلتك اليوم وشكراً لتواجدك معنا.
شكراً لك، يسرني أن أكون معكم، وأنا متحمس للحديث معك.
شكرا لك، أتمنى أن تكون بخير.
نعم أنا بخير شكرا لك، لقد كنت مشغولاً جدا. ومع انتشار فيروس كوفيد-19 الأمور تحدث بشكل أسرع مرتين مما سبق، وأبطأ بمرتين في نفس الوقت. هذا شيئ غريب فعلا.
نعم هذا صحيح، سيد ويليام، بداية نتساءل عن نجاحك في تأسيس شركتك الأولى عندما كنت في عمر التاسعة عشر، كيف فعلت ذلك في هذا العمر المبكر؟
بدأت عملي التجاري عندما كنت أصغر من ذلك، في السادسة عشر من عمري، في الوقت الذي كانت فيه الحواسيب جديدة كلياً والقليل من يمتلكها، وكانت تعمل بأقدم نظام وهو(دوس)، وكان لي حظ جعل أبي يجلب لي حاسوباً، فتعلمت استعماله في سن مبكرة جداً، وبدأت إصلاح الكثير من حواسيب أصدقائي في المدينة، فكنت أقوم بعمل بسيط مقابل مبلغ كبير من المال.. وعندما أصبحت بعمر التاسعة عشر فكرت ببدء مشروع جديد كنت قد جربته مسبقا.
الذي يحدث في العالم الآن هو أن هناك كذبة كبيرة تصدر من "وادي السليكون" إلى رواد الأعمال الصغار، والتي مفادها "أنه يمكن لأي أحد أن يبدأ مشروعه فوراً، ويعمل على توسيعه في أقرب وقت ممكن، ثم بيعه بمليارات الدولارات".
لكن جوهر إدارة العمل هو حل المشاكل. فعندما أبتكرُ شيئاً لا يكون هدفي الأول من إنشاء المشروع هو بيعه بمليار دولار، بل بهدف محاولة حل مشكلة محددة، وتأكد أنك إن وجدت حلاً لمشكلة ما ستأتيك الأموال بشكل تلقائي. ولهذا نرى الكثير من المشاريع الناشئة تفشل، فهم يعملون من أجل المال وليس لحل مشكلة ما، فهم يركضون وراء النمو والمال والدعم فقط.
خلال دراستك في الجامعة اخترعت "هيو- روبوت" فهل تستطيع أن تحدثنا عن هذا الاختراع؟
عندما كنت في الجامعة كانت لدي مشكلة، لم أكن أعلم أن جميع الطلاب في الجامعة يعانون من نفس المشكلة، في كل مرة كنت أبحث عن كتاب في مكتبة ما، مع العلم أن هناك أكثر من مليون كتاب في هذه المكتبة، وبالتالي إذا سألت أمين المكتبة فيما إذا كان يستطيع إيجاد هذا الكتاب من بين الكتب الأخرى؟ فهو يستطيع لكن ببذل جهد ووقت كبيرين، لأن الكتب تتحول من مكان لآخر بين فترة وأخرى. في هذه الحالة ما كان يجب علينا فعله هو الذهاب إلى الحاسوب وكتابة اسم الكتاب فقط، نتائج البحث هنا تعطيك(18) معلومة رقمية، أحدها تخبرك في أي جدار ستجد الكتاب، والأخرى في أي طابق، وأخرى مثلا في أي ممر، وبالتالي فأنت تحتاج وقت ما بين ربع إلى نصف ساعة في عملية البحث، وهذه مشكلة تحتاج إلى حل.
هذه هي المشكلة التي يجب حلها.
نعم هذه هي المشكلة التي انطلقت منها، وبما أن أنظمة الحواسيب تستجيب بسرعة في حال إعطاء أمر فمثلا عند بحثنا عن إسم الكتاب سنجده في أقل من ثانية، وبالتالي لو وسعنا المجال بإضافة روبوت متحرك إلى الحاسوب، نزوده بأربع عجلات يتم التحكم فيه بأوامر من الحاسوب من حيث مكان تواجد جميع الكتب في المكتبة. والنتيجة النهائية نختصر وقت البحث من جهة ومن جهة ثانية ننقص الجهد عن أمين المكتبة، مثلا عند تنفيذ طلب كتاب بعنوان "Foundation Maths by Anthony Croft" ينفذ الروبوت الأمر خلال أقل من ثانية وإن كان الكتاب متاح تظهر نتيجة ذلك، وتذهب وتأخذه.
قيامي بهذا العمل لم يكن الهدف الأول لي منه هو الحصول على المال، بل الأمر كان أكبر من ذلك وهو حل مشكلة، وهذه هي الأمور التي يجب أن نسلط ابتكاراتنا عليها، وهذا ما غفل عنه العالم ونسيه، والكل الآن يلاحق الربح والثراء والنمو اللامتناهي، وليس حل المشاكل التي نواجهها تقريبا بصفة يومية.
هل هيوروبوت موجود فعلا ويستخدم في المكتبة التابعة لتلك الجامعة؟
الذي حدث هو أنني تركت تلك الجامعة عندما كان المشروع على وشك نهايته، وتركته للمتحمسين الشباب الأصغر مني للاستمرار في العمل عليه، وأنا ذهبت للعمل على السيارات ذاتية القيادة.
لنتحدث عن "Kar-go"، إذاً ما هي؟
المشكلة هي أنك إن حاولت شراء شيء ما عبر الإنترنت، سيتم شحنها من المكان حيث اشتريت، سواء كان من الدوحة، أو من شنغهاي أو من الصين، إلى مكانك حيث تقيم في المملكة المتحدة مثلا، بحيث يتم احتساب رسوم توصيل البضاعة من المتجر إلى منزلك وبالتالي يرفع السعر بنسبة 90%، أي حوالي سبعة أو ثماني جنيهات. هذه المشكلة تدعى "مشكلة الميل الأخير"، ولإعطائكم فكرة عن سلبيات هذه المشكلة، ننظر إلى شركات مثل أمازون التي تقدر طلباتها بأكثر من تريليون دولار، أو علي بابا أو علي اكسبريس لديهم ملايين الطلبات كل يوم، وكل طلب منهم يكلف سبعة جنيهات كرسوم توصيل.
فهذه المشكلة اللوجستية في توزيع البضائع بشكل منفرد على المشترين تكمن في تحويل البضاعة من المتجر إلى منزلك. ومن المتفق عليه عالمياً أنه لحل هذه المشكلة يجب أن تكون مؤتمتة يعني تألية العملية. أمازون اقترحت استخدام طائرات الدرون، فأطلقوا برنامج " أمازون برايم اير" وبدأوا بتوصيل الطلبات أوتوماتيكياً عبر طائرات الدرون، لكن الذي حصل تم استخدام طائرات الدرون لكن هذه التقنية لا تناسب المناطق السكنية بسبب ما تحدثه من ضجيج، مما جعل السلطات المحلية تضع لوائح لإيقاف الضجيج من جراء تشغيل المحركات بصوت عالي، والموسيقى الصاخبة أثناء طيران الدرون بسرعة، تخيل عندما تكون طائرات الدرون تطير في فناء منزلك عند الساعة السادسة صباحاً، وبالتالي الدرون ليست حلاً. أما شركات أخرى مثل شركة "ستار شيب" كانت لديهم روبوتات تمشي بسرعة قليلة تقدر بأربعة أميال (6.4 كيلو متر) في الساعة فقط.
وبالتالي فهي ليست عملية.
الجميع متفق على أن أتمتة توصيل الطلبات في "الميل الأخير The last mile" سيحل المشكلة، واعتقدنا أنه يمكننا فعل ذلك. يُمكنكم مشاهدة السيارة التي صممتها لحل مشكلة توصيل الطلبيات.
لذا فكرنا وتوصلنا إلى أنه يمكننا أن نفعل هذا الشيء باستخدام عربة ذاتية القيادة، وبهذه الطريقة اخترعنا (كارجو).
فالكارجو هي سيارة ذاتية القيادة مصممة خصيصا لتقوم بنقل الطلبيات والتي هي بحجم علبة الحذاء، وهو الحجم الذي يمثل 80% من حجم الطلبات الكلية، الفكرة هي أن تقوم بشراء أي شيء أونلاين ونقوم نحن بدورنا بإيصاله لمنزلك بأقل من (30) دقيقة، إذن فهي عملية توصيل نموذجية تنجز بسيارة ذاتية القيادة، وقد عملت أنا وفريقي على هذا -المشروع مدة ثلاث سنوات، وصممنا السيارة.
في البداية عملنا على نظام التشغيل، وقمنا بتركيب كل شيء فيها تقريبا، يمكنكم أن تتصوروها كعربة تسلا لكنها مصنعة خصيصا لتوصيل الطلبات، هذا بالضبط الذي قمنا به.
جميل، كيف خطرت لك الفكرة؟ أو ما الشيء الذي ألهمك لتتوصل إليها؟
حسنا، في الحقيقة الكارجو هي رابع مشروع ناشئ لي، كنت قبلها أمتلك ثلاث شركات ناشئة، فعندما أرسلت شركتي الأخيرة لشركة تكسي كبيرة سوف لن أذكر اسمها لكنك تعرفها جيدا، تلك الشركة التي تقوم أنت بطلب التكسي ويصلك التكسي في غضون دقائق، بعدها بدأت في التفكير ما الذي سأفعله بعد الآن كريادي أعمال، بالتأكيد فالعالم لا يحتاج وسيلة أسرع لحجز طاولة في مطعم أو طريقة أفضل لتمشية الحيوانات، وفكرت في أي مجال يمكنني استخدام التكنولوجيا لأحل مشكلة كبيرة؟ وأدركت أن هناك مشكلة لوجستية كبيرة وهي مشكلة توصيل الطلبيات للمشتري الأخير أو ما يسمى بال (End customer) لكنني رأيت أنني لست مؤهلا كفاية للقيام بهكذا مشروع، لذلك رجعت للجامعة قبل الثلاث سنوات ونصف من الآن ودرست الذكاء الاصطناعي والروبوتات لأكون مؤهلا لقيادة فريق ينجز هذا العمل، ثم حصلت على الدكتوراه، وأنا الآن أقود فريق من المتخصصين بهذه المجالات كلهم حاملي الدكتوراه بمرتبة برفسور لنقوم بتصنيع السيارة ذاتية القيادة لإيصال الطبيات.
رائع، هلا أخبرتنا عن التقنيات التي تم استخدامها في عربة الكارجو؟
لقد وصلنا إلى مستوى عالي جدا من ناحية التقنيات الحديثة، حيث أنك إن قمت بشرح هذه التقنيات لشخص ذكي نسبيا سوف لن يصدقك أبدا، ولكن هذا الشيء صحيح، فالمستوى العالي الذي وصلناه من التكنولوجيا يفوق السحر.
فما قمنا به تحديدا هو أننا استخدمنا الذكاء الاصطناعي لاختراع آلة تقوم فقط بالقيادة الآلية لكنها تقوم بها بطريقة تتفوق فيها على معظم البشر، فهي عربة ذكاء اصطناعي مدربة خصيصا لتقود نفسها بنفسها باستخدام عمليات رياضية معقدة للغاية، فهي تعمل كالحشرات التي تقوم باستخدام مستشعراتها للحركة فتقوم بتغيير الاتجاه بطريقة سريعة جدا.
فإنك إذا نظرت إلى كارجو ستدرك أنها تقوم باستخدام شيئين فقط هما عين وعقل صغير، فكل ما قمنا به هو أننا صممنا خوارزمية لهذا العقل وقمنا بتمثيلها، فالكاميرات الموجودة في السيارة تعمل كالعين وبعدها قمنا بتعليمها الطرقات، وتدريبها القيام بالقيادة مثلما نفعل بالضبط في القيادة العادية.
إذن، في خلال هذه الرحلة الطويلة رحلة الكارجو، ما هي أكبر التحديات التي واجهتكم وكيف تخطيتموها؟
هذا العمل مكلف، فكنا دائما نبحث عن ممولين وداعمين للعمل، فنحن لسنا مؤسسة ممولة من قبل الحكومة، فكل التمويل الذي نحصل عليه هو تمويل مني شخصيا بالإضافة إلى (350) من أصحاب الأعمال قاموا بتمويل المشروع عن طريق دفع عشرة آلاف هنا وعشرين هناك، وقد كان هذا مفيدا جدا.
لقد رأيت في أحد البرامج التلفزيونية أنك تقوم بإقناع الممولين ليتبرعوا لك ب (65000) جنيه استرليني، فكيف تقوم بإقناع المستثمرين للحصول على أموالهم لتمويل مشروعك؟
نعم، البرنامج الذي تتحدث عنه اسمه (Dragon's Den) حيث يقوم رياديي الأعمال بالمشاركة في البرنامج للبحث عن ممولين يمولون مشاريعهم، كان ظهوري في هذا البرنامج قبل حوالي (12) سنة، حيث كنت بصدد إنجاز مشروعي الناشئ الثاني وقد كنت صغيرا حينها، فذهبت لبرنامج دراغون دينز وقمت بطريقة جذابة تمثلت في طلب (65000) جنيه استرليني، وقد كان في الحقيقة مشروعا ناجحا قمت فيه بإعطاء حل لمشكلة نواجهها نحن في لندن لا يعرفها الكثيرون، وهي أنه في مركز لندن ليست هناك أية إعلانات خارجية، وهذا قرار من وزارة التخطيط، فوزارة التخطيط لا تريد للندن أن تصبح شنغهاي أو طوكيو أو اليابان..
مليئة بالإعلانات والأضواء..
بالضبط، لكن هناك استثناء بسيط لهذا القانون، وهو أنه يمكنك وضع علامة إعلانية أو لوحة على أثاث الشوارع، لذا فكرت ماهو الشيء الذي يمكن وضعه في وسط لندن وتكون له وظيفتين، أن يصنف كأثاث شارع وبنفس الوقت يمكننا وضع عليه إعلان، وتوصلت إلى أن هذا الشيء يمكن أن يكون سلة وحين أقول bin فإني أقصد (البن فراري) حيث صممنا بناء جميل جدا وبراق.
هذه البنايات الجميلة البراقة يمكنها أن تنشر إعلانا بحيث يراها الشخص من مسافة بعيدة، فبهذه الطريقة استطعت أن أتجاوز قانون وزارة التخطيط، وأنشأت المساحة الإعلانية الأعلى قيمة في وسط لندن، الحكام في برنامج دراغون لم يعجبهم هذا الاختراع، لكن بعدها نجح وحصلت الشركة على 11 ترخيص من مختلف المدن كهونغ كونغ وسنغافورة فانتهى بنا المطاف في بعض الدول، بعدها جاء شخص بصلاحية كاملة وقام بشراء الشركة كلها.
رائع، لكنني في الحقيقة لم أحصل على جواب لسؤالي: كيف تقوم بإقناع المستثمرين؟
حسنا، جوابا على سؤالك المسألة لا تتعلق بالإقناع، فإذا كانت فكرتك تبحث عن حل لمشكلة حقيقية وينبني على هذا الحل مردود ربحي، فإن المستثمرين سيعطونك المال بسهولة، الشيء الذي ينساه الناس دائما هو أن المستثمرين موجودون ليعطوك المال، فإن دور المستثمرين هو إعطاء المال، فإذا كان العمل معتمد وله سوق متوقع فسيعطونك المال بسهولة، لذا فلا داعي لأن تقنعهم إن كانت فكرتك منطقية أصلا، في الحقيقة هي طريقة جيدة لاختبار فكرتك حين تحاول أن تقنع المستثمر بها، فإذا كانت فكرتك تحل مشكلة جذرية ولها سوق متوقع لذا فهي ستحصل على التمويل، ولهذا السبب لدي الآن
(300) مستثمر يمولون فكرتي.
أنت على حق، متى يمكننا أن نشاهد كارجو في الشوارع؟ على الأقل في شوارع لندن؟
لدي إجابتين لهذا السؤال: الأولى هي قريبا. والثانية هي قريبا جدا. لا أستطيع أن أعطيك تاريخا محددا لأن زملائي في الفريق دائما يعاتبونني حينما أعطي تاريخا مسبقا، لكني أؤكد لك أننا سنراها في الشوارع قريبا جدا، أقرب مما تتصور.
هل يمكنك أن تحدثنا عن (شجرة المعرفة) وكيف أمكنها مساعدة 32 مليون طفل أفريقي في مجال التعليم؟
علي أن أشرح هذا من البداية، أنا أعلم أن معظم الناس لم يسافروا إلى كل مناطق العالم، لذا سأرسم لك صورة توضيحية، بعض المناطق في العالم مثلا جنوب الصحراء الكبرى، ما يحدث فيها هو أنه يوجد 32 مليون طفل لا يرتادون المدارس لعدة أسباب أغلبها سياسية، لأن السياسة في تلك البلدان معقدة، وأسباب أخرى كالفقر، الفقر المدقع؛ قد يكون هناك مدرسة، لكن هذه المدرسة تبعد 12 ميل وهي المشي لمدة ساعتين ذهابا بالإضافة إلى شراء الكتب، وهذا أمر مكلف بالنسبة لعائلة تعاني الفقر.
اذن، التعليم هو مشكل كبير في بعض المناطق حول العالم، عندها راودتني فكرة، فمن أجل أن أجتاز مقرري الدراسي عندما كنت في الجامعة تعلمت الكثير من يوتيوب ثم قلت في نفسي، لماذا لا يمكن للناس في المناطق الفقيرة أن يتلقوا تعليمهم عن طريق الأنترنيت؟ لأنه يمكنك أن تتعلم أي شيء عبر الأنترنيت، ثم ظهر لي مشكل آخر ففي العديد من هاته المناطق التي تعاني الفقر في إفريقيا لا يوجد خدمات انترنت أصلا، إذن كل شخص يملك هاتف ذكي لسبب وهو أنه يُستعمل كالعملة، إذن هم يملكون هواتف ذكية لكن من دون انترنيت، يستعملونه للمكالمات فقط، ولهذا فكرت في طريقة تمكننا من إدخال مقررات دراسية أو فيديوهات تعليمية في هواتفهم، لأنك لا تحتاج بالضرورة للأنترنت لإعطاء حق وصول فيديوهات تعليمية، التي يمكن مشاركتها ولكن دون الاتصال بالانترنت.
وهكذا جاءت فكرة شجرة المعرفة عندما قمت بزيارة افريقيا وما رأيته هو كالاتي: بالنسبة للكثير من الأطفال الذين يرتادون المدرسة، المدرسة بالنسبة لهم هي الالتفاف حول بعضهم البعض تحت شجرة، وهناك معلم يدرسهم، وهذا أمر لا نجده في مناطق أخرى حول العالم، إذن لدينا تلاميذ اعتادوا الالتفاف حول بعضهم البعض تحت شجرة، ويملكون هواتف ذكية لكن المشكلة هي أن المدرسة بعيدة جدا والمعلم مكلف هناك. لهذا فكرت، لما لا نبتكر لهم نوعا من التكنولوجيا مشابهة لأليكسا، أغلبنا يمتلك أليكسا في بيته كمساعدة الكترونية حيث نقوم بتثبيتها في شجرة، هذه التكنولوجيا عبارة عن كمبيوتر مصغر مثل سلسلة، أو اليكسا مخزنة في شجرة ولكن نخزن في داخلها أرشيف الكتروني من الفيديوهات التعليمية.
اذن كل شخص يتوجه نحو الشجرة يمكنه أن يصل هاتفه بالواي فاي، ولن يكون متصلا بالانترنيت لكن سيكون متصل فقط بالواي فاي الخاص بتلك الشجرة، وبهذه الطريقة يمكنه تصفح العديد من الفيديوهات تتمثل في دروس للرياضيات أو الانجليزية.
الفكرة ليست أن نبتكر شيء جديد كليا لأنهم معتادين بالفعل أن يتعلموا تحت شجرة، نحن فقط جعلنا الأمر إلكتروني حيث استبدلنا المعلم بمجموعة الفيديوهات ليصبح معلم إلكتروني. ويمكن تعميم هذه الفكرة أقضل من إرسال معلمين لهم.
هذه هي شجرة المعرفة، والآن أنا مشغول جدا ووضعت خطة للعشرين سنة القادمة ومع الأسف لم أتمكن من ضم هذه الفكرة في خطة العشرين، لكن كتبت ورقة بحثية مؤلفة من 70 صفحة أصف فيها بالتفصيل كيف تعمل، كيف يمكنك أن تصنع مثل هذه الشجرة، بالاضافة الى كل التفاصيل المهمة حتى يتمكن أي شخص من صنعها، وقد جعلتها مجانية كتطبيق مفتوح المصدر.
إذن فهو مشروع مجاني وضعته على الإنترنت ليستفيد منه الجميع ويجعل منه شيئا ما، وفي حال أراد أحد المشاهدين استعماله يمكنه ذلك في أي وقت وفي أي مكان.
إذن هل حاول أحد ما تطبيق هذه الفكرة؟
نعم لقد تم استعمالها من قبل الكثير من جمعيات الأطفال الخيرية والجمعيات التعليمية في جنوب افريقيا وأنا حاليا أعمل معهم، فريقي يعمل معهم لصنع نماذج أولية وإطلاقها خلال الأشهر القادمة.
إذا نظرنا لمشاريعك نلاحظ أنها ليست في نفس المجال، أنا أتفق معك في أنهم جميعا ينتمون للتكنولوجيا لكن في مجالات مختلفة، هل تنصح رواد الأعمال في أن يتخصصوا في مجال واحد أو أن يتخذوا منحى عام؟
أعتقد أن كل رائد أعمال يختلف عن الآخر، فهناك من هم مخترعين أكثر من أي شيء آخر، هناك من هم تقنيين أكثر، آخرين تجدهم مصممين أكثر، أعطيك مثالا عن هذا، إذا فكرنا في رائد أعمال مثل ستيف جوبز، فستجد أنه كان مصمما أكثر من أي شيء آخر، هو ليس رجل تقني ولم يخترع التكنولوجيا بل كان ملما أكثر ومهتم بتجربة المستخدم (أحد فروع التصميم)، إذا نظرنا إلى إيلون ماسك فهو رجل تقني مهتم بالتقنية كثيرا، وإذا نظرنا إلى بيل غيتس، فهو رجل استراتيجي ملم أكثر بريادة الأعمال، لذا كل رائد أعمال مختلف عن الآخر.
كيف تصف نفسك؟
كل ما في الأمر أن كل شخص متميز، بالنسبة لي أنا مركز بشكل مكثف على حل المشاكل وبما أني شخص دائري (يقصد أنه ملم بجميع جوانب الأعمال) يمكنني أن أغوص في التقنية كما يمكنني أن أغوص في التصميم، لا يهم أي شيئ مادام هنالك توجه واستعداد لإعطاء حلول لمشاكل في مجال التكنولوجيا.
تحدثنا كثيرا عن المشاريع، لنتحدث قليلا عن ويليام لقد أتيت للمملكة المتحدة في عمر 17 سنة، كيف كانت طفولتك وحياتك في إفريقيا؟
لقد كانت مذهلة حقا، لقد كبرت في زيمبابوي وكانت مستعمرة بريطانية، وهذا يعني أنها نسخة طبق الأصل عن المملكة المتحدة، حيث الشوارع تحمل نفس الأسماء، وكبرت في العاصمة هراري، وهي مشابهة كثيرا للمملكة المتحدة لهذا كان القدوم للمملكة المتحدة سهلا جدا، من حيث اللغة ف 99% من الناس في زيمبابوي يكتبون ويقرأون بالانجليزية لذا هي تبدو كليا كالمملكة المتحدة.
كانت حياتي جيدة، وقد كبرت في حي جميل حيث درست في مدرسة خاصة، وعشت مع كلا والدي حتى بلغت 16 سنة من عمري، حينها قال لي والدي أنه علي الذهاب لإنجلترا فوافقت وهكذا تم الأمر.
في اعتقادك ما هي أهم الصفات التي جعلت ويليام على ما هو عليه اليوم؟
من الصعب دائما أن تحلل نفسك، لكن من السهل أن تحلل ما هو خارجي وأن ترى المشاكل الخارجية، أعتقد أنها العزيمة، دائما ما أجد طرق للوصول لغايتي، فمثلا كارجو مثال جيد، فما حققناه الآن قد كلف منافسينا مئات الملايين إلى بلايين الدولارات، وقد استعملنا أقل من واحد في المئة لتحقيق نفس الغاية، لأننا ببساطة نتأقلم، إذا واجهنا مشكل لا يمكن حله فسنجد طريقة أخرى لحله وهكذا، القدرة على التأقلم بسرعة والمثابرة، وكوني رائد أعمال فهذا كان شاق نوعا ما.
ويجب عليك دائما أن تتجاوز النقطة التي يستسلم عندها معظم الناس، وذلك هو الشيء الصحيح لتفعله، إنه لأمر صعب، إنه طريق لا نهاية له، وسيكون من المنطقي أن يستسلم معظم الناس عند هذه النقطة.
ربما هناك بعض الاقتصاديين يتابعوننا، ما هي الأهمية الاقتصادية للاختراعات التقنية برأيك؟
هذا جميل، أنا أعتقد أن كورونا هي مثال ممتاز، حيث جعلت التكنولوجيا حياتنا أسهل، وزادت من قدراتنا في فعل العديد من الأشياء، يمكننا أن نعمل مؤتمرات فيديو من المنزل ونرى بعضنا أكثر، لقد كان من المستحيل بالنسبة لي عمل لقاء مع مستثمر عن طريق مؤتمرات الفيديو، لكن الآن بات الأمر عاديا تماما.
التكنولوجيا هي ليست طريقة لاختطاف وظائفنا، بل نحن نستخدمها حين نحتاجها، ونبتعد عنها حين تكون مضرة.
سيد ويليام ما هي خطوتك المقبلة أو بعبارة أخرى عند أي محطة ستتوقف؟
في هذه اللحظة، أنا أقوم بحملة لجمع تبرعات، أبحث عن مزيد من المستثمرين، حصلنا على استثمار بقيمة 10000 جنيه استرليني قابلة للزيادة، حينما نكمل مرحلة جمع التبرعات، هناك احتمال بيع شركتنا للحصول على المزيد من الأموال، أحد أكبر منافسينا باع شركته بسعر مليون ومائتي جنيه استرليني قبل أسبوع تقريبا، لذلك أتوقع نحن نستطيع أن نبيع بأغلى من ذلك السعر.
الحقيقة أنني سأبقى مع (الكارجو) حتى يتم حل جميع مشاكلها، إذا استغرق هذا عامين فسأبقى مع الكارجو لمدة عامين، وإن تطلب خمسة أعوام فسأبقى مع الكارجو لمدة خمسة أعوام حتى يتم حل جميع مشاكلها، وحينما يتم ذلك وأتأكد أنها أصبحت مطلوبة في السوق، سأنتقل لشركة ناشئة أخرى.
لدينا مجموعة أسئلة تردنا الآن من خلال البث المباشر على صفحتنا على فيسبوك، وكلها حول كارجو، أحدهم يسأل: هل يمكنني معرفة المزيد عن فريق إنتاج سيارة الكارجو؟ كم عددهم؟ كيف يتم توزيع المهام بينهم؟
هو فريق صغير جدا، أعتقد أنهم (32) عضوا عملوا في كارجو، لكن ليسوا جميعهم بدوام كامل، مثلا تصميم سيارة كارجو، في البداية يتطلب الكثير من العمل فنحتاج فريقا كبير، لكن حين يتم التصميم سوف لن نحتاج سوى لمزيد من التحسينات، لذلك يعمل عليها عدد أفراد أقل، وتكون الأولوية لفريق آخر في مهمة أخرى، فهو نوع من توزيع الأفراد حسب أولوية المهام. لدي الكثير من فرق التقنية وفرق الأشخاص المختصين بالسياسات.
ماذا أعني بالأشخاص المختصين بالسياسات؟ لأن السيارة ستكون قريبا في الشارع، نحتاج تحرير وثائق عن حالات السلامة، وثائق للعامة، وثائق للسلطة المحلية، كل هذه الوثائق من المطلوب نشرها أونلاين كجزء من التنظيم، لكن أيضا هذا لا يستمر، وحالما تنتهي هذه المهام سنقوم باستخدام نفس الموظفين في وظائف أخرى.
ما هو مصدر الطاقة في كارجو؟
تعتمد كليا على الطاقة الكهربائية.
هنا سؤال تقني، ربما كتبه مهندس: ما هو نوع خوارزميات معالجة الصور المستخدمة في الكارجو، بشرح مبسط؟
اعتدنا استخدام الشبكات العصبية، وخاصة الشبكات العصبية الملتفة، لكن هذا ليس كل شيء، فلقد اخترعنا نوع جديد من الشبكات العصبية يعتمد على التطور (Evolution)، لذلك نحن نقوم بالكامل باستخدام الكاميرا لا نحتاج لليدات، ولا إلى حساسات مسافة، فنحصل على كل المعلومات من الكاميرا، باستخدام نوع جديد من الذكاء الاصطناعي نحن اخترعناه بالفعل، من يريد العودة إليها يمكن مراجعة دائرة براءات الاختراع في المملكة المتحدة تحتوي على 800 صفحة بخصوص ذلك.
هل كونك لندني سبب رئيسي لنجاحك؟
بالطبع لا، سأعطيك مثالا، أنا بدأت هذه الشركات الناشئة في مدينة صغيرة تسمى (Aberystwyth) في (Wales) وهي قرية صغيرة، والجامعة تقع في الأجزاء الوسطى من غرب ويلس، لا يحدث الكثير هناك، ما لا يعرفه الكثير بأن الجامعة التي درست بها هي الأكثر شهرة، عملت على أنظمة الرؤية الخاصة بالماس روفر (Mars Rover)، وعلى مركبة فضائية ذهبت للمريخ. لذلك يذهب الكثير من الناس لدراسة الذكاء الاصطناعي وأنظمة الرؤية في هذه الجامعة، وفي الحقيقة لندن لا تفعل ذلك في هذه الحالة.
لو كنت شخصا من العالم الثالث كيف كنت ستدير شركتك الناشئة وتتجاوز العوائق؟
أنا أفكر فعليا بأن أن أكتب كتاب، لكن قبل ذلك أجيب على السؤال أولا ثم نعود للكتاب. من السهل الحصول على المال في دول العالم الثالث، لأن هناك الكثير من المشاكل بحاجة للحل في تلك الدول، وحلها بسيط جدا ويمكن أن يتم بسرعة، لذلك أنا أحتاج 12 شهر فقط لكي أصبح صاحب الإختراعات الأول في أفريقيا. في خلال 12 شهر يتم العمل الدؤوب في براءات الإختراع لأنها كثيرة جدا، أو أكتب كتابا تحت عنوان الاختراعات الثلاثة والثلاثين لدول العالم الثالث، أو شيء من هكذا القبيل، وأضع فيه مخطط لتأسيس الكثير من الاختراعات، ويمكن فتح ريادة أعمال (تجارة) هناك. لأن هناك الكثير من الفرص.
حقيقة أتفق معك إنه من السهل إيجاد فكرة لكن المشكلة في خطوات التطبيق، المنافسة سهلة لكن الصعوبة في خطوات التطبيق. إنها ليست نفس الخطوات الموجودة في أوروبا أو في المملكة المتحدة على سبيل المثال.
رأيك صحيح، هي تختلف لكنني أعتقد أنها في العالم الثالث أكثر سهولة، سأعطيك مثالا، العمل في الزراعة، الكثير من الأشياء هناك تبدو ناقصة وغير كفأة بشكل لا يصدق بسبب إنجازها يدويا، المشكلة في الاختراعات الأفريقية أنهم يحاولون نسخ الاختراعات الأوروبية والصينية، مثلا لو قلنا أن لدينا مرزعة بـ (20) فدانا من الأرض، يمكنك أن تحدد فيما إن كنت تريد حصاده يدويا بشكل كامل، أو 150 من الحصاد المختلط أو إن كان معك 100 شخص للحصاد.
وبالتالي يمكنك صناعة أداة تخدم الغرض الذي يناسبك، وتكون رخيصة وممكنة السعر، وليس القيام بنسخ مكائن موجودة في أوروبا أو الصين. أرى من وقت لآخر الناس يقولون نحن بحاجة لشراء هذه الماكنة بالفعل، لكن عليك استخدام نسخة أسهل من هذه الماكنة، لأن هذه المكائن تحل مشاكل في أوروبا حين تكون هناك آلاف الفدانات من الأراضي المزروعة وليس لأرضك في أفريقيا.
ما هي رسالتك لمتابعينا من المشرق الذين يرغبون في أن يكونوا مخترعين أو رياديي أعمال؟
مما تعلمته وأود مشاركته معكم هو أن أي شخص يرى تحقيق النجاح باتباع أشخاص آخرين فلن يصل إلى النجاح إطلاقا، وأن ستيف جوبز فعل هذه الطريقة، وإيلون ماسك فعل هذه الطريقة، وريتشارد برانسون نجح بهذه الطريقة، من المضمون إذا فعلت مثلما هم فعلوا لن تصل لما وصلوا، لأن الطريق للوصول متغير باستمرار، إنه مثل الماكنة التي تتغير باستمرار، لذلك على أي حال، أن الذي أنت تعتقده أنه الطريق الصحيح للوصول فهذا غالبا هو الصحيح وليس ما يفعله الآخرون.
توقف عن الاندفاع خلف الأشخاص الذين يقولون بأن هذا هو الطريق الصحيح لفعل ذلك الشيء، لأنه في يوم ما سيقوم أحد ما بقراءة سيرتك الذاتية ويتعجب لما فعلته وقدمته ويقول إنه مختلف تماما.فالقضية ليست معادلة نسخ ولصق، فالمعادلة هي ما تقرر أنت كيف ستكون.
فلو أعطيت لأعضاء فريقين مختلفين نفس المهمة لينجزوها، وفي أحد الأيام قام كلاهما بإنجاز المهمة لكن كل منهما فعل ذلك بطريقة مختلفة. لذلك ركز على الطريقة الخاصة بك التي تمثلك وتكون مختلفة عن المعتاد، وليس نسخ ما فعله إيلون ماسك أو ستيف جوبز أو بيل غيتس أو أي شخص آخر.
نشكرك سيد ويليام، أنا مسرور لكونك هنا، نحن جميعا سعداء في عمران، ونتمنى لك كل النجاح.
شكرا جزيلا، أتمنى لكم عطلة نهاية أسبوع رائعة، إلى اللقاء.
شكرا لكم جميعا أصدقائنا في عمران، شكرا لوجودكم معنا.
توصية لقاء الرواد
يحب أن تكون متميزا ومختلفا عن الآخرين، ولتكن لك بصمتك الخاصة؛ الأشخاص المميزين الذين تراهم وتسمع عنهم يمثلون أنفسهم فقط وهم نسخ لا تتكرر؛ لذلك على الجميع أن ينطلق من ذاته والمشاكل المحيطة به، ويحاول اختراع أشياء تختلف عن تلك الموجودة الآن، والعمل على التطوير والابتكار الدائمين، لا تجعل المال أولى أولوياتك، بل انطلق من مشكلة وحاول أن تجد لها حلول، حينها سيأتيك المال من جميع الأبواب، وستجد من يمولك، وبمبالغ لم تتخيلها، وسيكون لك متبرعين دائمين.
التكنولوجيا ليست طريقة لاختطاف وظائفنا، بل نحن نستخدمها حين نحتاجها، ونبتعد عنها حين تكون مضرة.