كان نموذج آسك أحدث محطاتي في رحلة الاهتمام بتنمية هوايات الطلاب في المدارس والجامعات، وقد سبقت النموذج عدة مقترحات وتصورات قدمتها في فترات ومؤسسات متعددة. خلال فترة عملي بالمدارس في العاصمة الخرطوم وخارجها، كنت مهتمًا بما يعزز الأنشطة الأكاديمية للطلاب في محيطي الصغير، فكتبت برنامج «إسناد» في صورة مقترح لمساعدة الطالب أكاديميًا، ثم أتبعته بـ«إشراف» وهو مقترح أقل التصاقًا بالتدريس، وأقرب إلى التوجيه والإشراف حسب اسمه. وكتبت تصورًا ثالثًا أطلقت عليه «إبحار» وهو أكثر ابتعادًا عن النبض الأكاديمي، ونسخة موسعة من سابقه، وكان الغرض من المقترح توجيه الطلاب ثقافيًا، والإشراف على أنشطتهم المعرفية وتعزيزها، مما تطلب إعداد ملاحق للتصور الأساسي تتضمن استبانات قوائم وأدلة معرفية للمواد والوجبات المعرفية، بمختلف قوالبها ومذاقاتها.
كان «إبحار» مشروعًا أكثر منه برنامجًا مدرسيًا بسيطًا، وقد ساهمت فكرة المشروع رغم عدم اكتماله، في إنتاج البرنامج الجديد «نموذج ASC» وهو أكثر احترافية في التواصل مع مواهب الطلاب وميولاتهم، وقد كتبت أول مقالة تعريفية عن النموذج في مدونات الجزيرة عام 2016، تساءلت فيها عن مدى تأثير النموذج في تعزيز اهتمام الطلاب بهواياتهم، وقد يتطلب قياس ذلك إجراء دراسات ميدانية حسب ما يرى مهتمون.
أنشطة أكثر فاعلية:
وحتى نحقق فاعلية أكبر لأنشطتنا التربوية، لعلنا بحاجة مستمرة إلى:
1- التعرف على ملكاتنا وقدراتنا وهواياتنا، وآلية ذلك أن تستخدم أدوات أكثر جودة وحداثة في اكتشافها، ونستفيد من المتاح من الكتابات ذات الصلة، وبرامج التدريب وتنمية القدرات، وإن كانت لنا ملاحظات وتحفظات على بعضها شكلًا ومحتوى.
2- الاهتمام بالتكامل في تنمية مواهبنا (ذهنية، بدنية، نفسية) عبر أنشطة متنوعة ومتوازنة؛ لصياغة شخصيات متكاملة محبة للحياة والخير والجمال، وذات طموحات معرفية متوازنة.
3- الاتجاه إلى تخصص في إطار هواياتنا واهتماماتنا نفسها؛ لتحقيق مخرجات ونتائج أكثر جودة. ويتحقق التطور بالتركيز في مجال محدد، ومن ثم توسيع دائرة النشاط والانطلاق إلى فضاءات أكبر.
4- حتى نتقن هواياتنا ونطورها إلى صور مهنية صغيرة أو كبيرة، سنظل بحاجة مستمرة إلى زيادة حساسيتنا تجاه الوقت وعقارب الساعة لإدارة أنشطتنا بفاعلية أفضل.
أهمية الأدوات:
من شأن الأدوات تسريع نجاحات مستخدميها، خاصة إذا كانت قابلة للتطور، وقادرة على تلبية احتياجات جديدة للمستخدمين، كما هو الحال بالنسبة للهاتف الجوال، فقد بدأ كأداة للاتصال الصوتي، لكنه اليوم مدين للإنسان المعاصر بكثير من نجاحاته بعد أن أصبح أداة لها أكثر من عشرة استخدامات متباينة؛ فمن المراسلة النصية والتسجيل والتصوير إلى عمليات التصميم والسداد وتحويل الأموال، تجد الموبايل حاضرًا في كل تفاصيل حياتنا.
ومحاكاة للمنتج التقني الأسرع تطورًا، أطمح لأن يصبح نموذج ASC أداة قادرة على التناغم مع مختلف الاستخدامات التربوية، تتيح مزيدًا من المساحات لاستخدامات جديدة وباستمرار.
ويعد اكتشاف العلاقات بين المفردات مرحلة متقدمة في التعلم والمعرفة، ويفتقر ذلك إلى تفكير وتأمل وجهد ذهني؛ مما يدفع بقدرات المتعلم وينميها. وحسب النموذج فإن أول ما يهدف إلى تحقيقه، تنمية مختلف ملكات المستخدم عبر نافذة الهوايات والأنشطة المفضلة.