اختتم فريق مؤشّر عمران ندوته الافتراضية بعنوان: كيف يصبح البحث العلمي مدى الحياة ثقافة مجتمعية؟ وقد أقيمت في السابع عشر من شهر مارس 2021 عند الساعة السابعة مساء بتوقيت مكة المكرمة وحضرها مجموعة من الخبراء المختصّين من مختلف البلدان العربية لإثراء الجلسات بنقاشاتهم وآرائهم حول الموضوع. سجل للندوة 2000 مسجل، وشارك فيها أكثر من 2200 مشارك عبر منصة الزوم، كما تابعها 12 مشاهدا من الباحثين والخبراء والمهتمين عبر البثّ الحيّ على الفيسبوك.
يهدف مؤشر عمران من خلال هذه الندوة إلى المساهمة في نشر ثقافة العلم والبحث العلمي وإحداث تغيير في قناعات المثقف خارج الجامعة والمؤسسة البحثية بأهمية مواصلة مسيرته البحثية، وجذب باحثين مختصين جدد للمشاركة في قسم البحث العلمي في مؤشر عمران إضافة إلى التشبيك مع المؤسسات المتمرسة في مجال البحث العلمي.
وتحدّدت المحاور الأساسية في:
- أهمية البحث العلمي للفرد والمؤسسة والدولة
- كيف نصنع الباحثين؟
- التحديات التي يواجهها الباحث العربي بعيدًا عن الجامعة
- آليات مواصلة البحث العلمي بعد التخرج
- تجارب لدعم الباحثين في الدول العربية
الجلسة الأولى: كيف يصبح البحث العلمي مدى الحياة ثقافة مجتمعية؟
افتتح الجلسة د. غسان جابر بكلمة رحّب فيها بالمؤسسات المشاركة:
مركز الدراسات العلمية - جريدة ريحان للنشر العلمي - منصة الباحثين الأكاديميين أفاد - المجلس العربي للتعليم والتدريب الإلكتروني، مركز مالي للأبحاث والدراسات - مركز نمى للأبحاث المعاصرة - مركز خطوة للاستشارات وتنمية القدرات الإبداعية؛
وأكّد فيها على أهمية صناعة الوعي الحضاري للأمة من خلال تسليط الضوء على مجالات التقدم في الأمم والبلدان، وتحديد القضايا الرئيسية التي ينبغي التركيز عليها من خلال الرؤى المشاركة والتغيير.
ابتدأت الجلسة الأولى بالتطرق لأهمية البحث العلمي، حيث يشكل ثقافة مجتمعيّة مدى الحياة، والعمود الفقري للتقدّم والرقي الحضاري للشعوب كونه يهتم بدراسة المجتمعات وطبائع البشر وطرق عيشهم وأنماط تفكيرهم، كما يسعى إلى المضي قدمًا في البحث عن العلوم والمسائل والابتكارات التي تخدم المجتمع البشري.
وتمّ مناقشة الأبعاد التالية:
- وقائع البحث العلمي في الوطن العربي
- أين نحن من المنافسة مع الدول المتقدمة؟
- هل يمكن لنا استعادة العافية والثقة بالبحث والباحثين؟
- ما هي التحديات التي تقف في وجه البحث العلمي والباحث العربي على حدٍّ سواء، وتقديم الاقتراحات المفيدة في هذا الشأن
- التعرف على مستوى الدعم المالي في الوطن العربي مقارنة مع الدول الغربية
- تقديم تصوّر لأهمية التعاون بين الباحثين العرب في خدمة البحث العلمي
وتناولت الدكتورة كوثر بيومي -وهي محاضرة في أكاديمية الحضارة الإسلامية في الجامعة التكنولوجية في ماليزيا، ومدرّبة سابقة ومستشارة في المركز السوداني للاستشارات الملكية الفكرية- موضوع "مدخل تأسيسي حول البحث العلمي مدى الحياة" كثقافة مجتمعية ومفهوم البحث العلمي الأكاديمي، حيث أكّدت على الحاجة إلى البحث والمنهجية العلمية في الحياة المعاصرة، وأشارت إلى مظاهر غيابهما في المجتمع، ثم خصصت جانبا من مداخلتها للحديث عن "تأملات في الواقع والحلول".
ومن ثمّ انتقل الحديث إلى الدكتور حسن غرة، الأستاذ المساعد في الاقتصاد وريادة الأعمال في كلية بوكسهل الكويت للحديث عن "أهمية البحث العلمي على مستوى الفرد والمؤسسة والدولة" وما إذا كان البحث العلمي يعود بالفوائد على الأفراد وعلى المؤسسات والمجتمعات، وتحدّث الدكتور عن تجربة دولة آيسلندا في التعامل مع الإدمان على الكحول والسجائر، فتقريبًا قبل عشرين عاما اثنان وأربعون بالمئة من الشباب كانوا مدمنين على الكحول وثلاثة وعشرون بالمئة كانوا مدمنين على السجائر ثم قامت الحكومة بإنشاء مراكز مختصة لحل هذه الأزمة، وأطلقت برنامج شباب الكوكب وبعد ذلك توجّهوا إلى المراكز البحثية.
ودعا الدكتور حسن إلى إيجاد نماذج عربية مماثلة للنموذج الآيسلندي من أجل مجتمع أفضل.
أما أ. مها الشال، رئيسة قسم التنمية الصناعية بمركز التخطيط والتنمية الصناعية منذ 2018 والمشرفة عليه حتى الآن، قد تتحدث عن "أهمية البحث العلمي والتطور التكنولوجي في الوطن العربي" باعتباره أحد الركائز المستدامة لتنمية الوطن العربي، والاستثمار الأمثل للموارد المتاحة، وأهمها استثمار الطاقات الشابة في الوطن العربي، فالنسبة العظمى من الباحثين في الدول العربية وخاصة الخليجية ليسوا من أبناء تلك الدول، إنّما يعودون لأصول أجنبية. كما عرضت أهمّ تحديات البحث العلمي، وأهمّ التجارب العالمية والإقليمية والعربية.
ثمّ انتقلت الجلسة إلى الدكتور أنس خالد الشبيب -حاصل على دكتوراة من قسم الشريعة في جامعة دمشق، وباحث وكاتب ومدرّس في جامعة حلب في الشمال السوري ورئيس هيئة التعليم العالي في الحكومة المؤقتة، وعضو اللجنة الاستشارية في مجلة ريحان- للحديث عن أهمية ودور البحث العلمي في التنمية وقد قدّم ورقة عمل لإدارة مؤشر عمران بعنوان: كيف يصبح البحث العلمي مدى الحياة ثقافة مجتمعية؟ وفصّله في عدد من النقاط:
- - تعريف البحث العلمي وأنواعه
- - أهمية البحث العلمي بالنسبة للفرد والمجتمع
- - أهمية البحث العلمي للمؤسسة أو الشركة أو الجامعة
- - أهمية البحث العلمي على المجتمع والدولة
- - دور البحث العلمي في التنمية، والعقبات التي يواجهها البحث العلمي في الدول العربية، والأعمال التي يجب الالتزام بها للوصول الى التنمية.
الجلسة الثانية: صناعة الباحث ودور الأستاذ الجامعي في تعزيز ثقافة البحث
المداخلة الأولى كانت تحت عنوان "رؤية في صناعة الباحثين" مع الأستاذ الدكتور حكمت نجم حاصل على الدكتوراة من الجامعة التكنولوجية في العراق، وعميد كلية هندسة الاتصالات في جامعة النهرين منذ 2019 ولديه أكثر من ثمانين بحثا منشورا ما بين كتب ومجلات ومؤتمرات علمية وبراءات اختراع، كما أشرف على العديد من الرسائل وأطروحات الدراسات العليا، وناقش الدكتور دور الدولة والمؤسسات العلمية والمجتمع في صناعة الباحثين.
أما المداخلة الثانية "معوّقات الأستاذ الجامعي وأدواره في تعزيز ثقافة البحث العلمي" كانت من تأطير الدكتور مثنى الوائلي، خبرة 25 عاماً في التدريس في الجامعات العراقية والليبية و7 سنوات في إدارة المجلات العلمية المتخصّصة، استهلها بمقدمة عن أهمية البحث، ولماذا نحتاج إلى باحثين، وركّز على نقطتين أساسيتين هما: أهمية الأستاذ الجامعي في المنظومة البحثية، والمعوّقات التي يواجهها، والمهارات التي يجب أن يتقنها ويسهم بها في تعزيز البحث العلمي.
بعدها تدخّل الدكتور عبد الله الشنطي -محاضر وأكاديمي في مجال الإدارة الاستراتيجية وذكاء الأعمال، والمدير التنفيذي في منصة الباحثين والأكاديميين "إيفاد"- للحديث عن الثورة الإلكترونية وعصر الرقمنة وأهميته في البحث العلمي وعرّف ببعض المصطلحات العلمية الهامّة التي انطلق الباحثون منها في المنصة ثم قدم تعريفا عن هذه الأخيرة وهدفها ورؤيتها والورشات التي قدمتها، وأكّد على ضرورة مواكبة التطور العالمي ومجالات البحث في منصة إيفاد.
ثم انتهت الجلسة بمحاضرة الأستاذ علي محمد -عضو استشاري في المجلس العربي للتعليم والتدريب الإلكتروني- عنوانها "تجربة المجلس العربي للتدريب والتعليم الإلكتروني"، بدأ بالتعريف بالمجلس ونشاطاته وطريقة عمله، وتحدّث عن التحديات التي تواجه البحث العلمي في العالم العربي، ثمّ ختم بالحديث عن صناعة وتطوير الباحث العربي.
الجلسة الثالثة: في ظل الصعوبات والتحديات، كيف نستديم البحث في مجتمعاتنا؟
افتتح الجلسة الدكتور محمد نادر العثمان للحديث عن "آلية مواصلة البحث العلمي بعد التخرج" فذكر أهمية الجامعة والبحث العلمي، وأعطى شرحًا عن نظرية مستقبلية لخريجي الجامعات. ثمّ انتقل الحديث إلى الدكتور عقبة العيسى، دكتوراه في إدارة الأعمال ومدير وحدة التدريب وبناء القدرات في مركز ماري للأبحاث والدراسات. أكّد الدكتورعلى ثقتنا، نحن العرب، في البحث العلمي، وتاريخنا القديم في البحث وأعطى أمثلة عليه، ثم أدرج نتائج استقصاء عن البحث العلمي قام به، وذكر خمس نقاط:
- - منهج التجربة والخطأ
- - الجدارة في تمكين الأفراد في البحث العلمي
- - تسويق المخرجات المعرفية واستثمار نتائج البحوث
- - كيف يستطيع الباحثون أن يكونوا باحثين علميين حقيقين بعد التخرج؟
- - بناء فرق بحثيّة متكاملة
ثم شارك الأستاذ غياث أحمد ماجستير علوم السياسية من جامعة الشام العالمية والمدير التنفيذي لمركز فكر للدراسات والتطوير، بمداخلة عنوانها: ما الصعوبات التي تواجه الباحث؟ حيث بدأ بدراسة حالة الصعوبات التي تواجه الباحث العلمي في منطقة شمال سوريا فقسّم المراحل أو الصعوبات إلى سبع مراحل:
على الصعيد الشخصي، على الصعيد الجامعي، على سبيل الاستفادة من البحث في الحياة العلمية، على مستوى المجتمع بشكل عام، على مستوى مراكز الأبحاث والمجلات المحكّمة، على مستوى المردود الاقتصادي للبحث العلمي وأخيرا على مستوى الأمن الشخصي والحرية الفكرية.
وختاما تدخل الأستاذ أحمد ليالي الصيدلاني، ماجستير في التقانة الحيوية ومدير مركز نواة الدراسات العلمية، حيث قدّم تعريفا سريعا للبحث العلمي وأنواعه وطرق البحث وأهدافه، ثم انتقل إلى الفوائد غير المباشرة للبحث العلمي، وذكر واقع البحث العلمي في العالم الإسلامي والعربي، كما شرح أهمية المراكز البحثية بالنسبة للأمة، ثمّ ختم مداخلته بالحديث عن مركز نواة وطريقة عمله وإنجازاته.