اختتمت يوم السبت العاشر من أبريل فعاليات الملتقى الفكري الدولي الافتراضي "رمضانُ الإسلام" والتي امتدت على مدار ثلاثة أيام متواصلة: من 8 إلى 10 أبريل، من تنظيم مؤسسة عمران بشراكة مع منتدى كوالالمبور وقناة الأنيس الفضائية. وقد كان المشاركون على موعد مع محاضرات قيّمة لنخبة من مفكري وعلماء العالم الإسلامي تناولوا من خلالها شرحا وتحليلا وتأملا وإرشادا وتوجيها مواضيع شتى ذات صلة بشهر رمضان الكريم.
فماهُو "رمضانُ الإسلام" الذي حَرّر مجتمعاتنا المُسلمةَ من جُورِ الماديّة على الرُوح إلى صلاحِ الدُنيا والآخرة؟
ملتقى رمضان الإسلام ملتقى دوليّ يَطْرقُ أهم الموضوعات الفكريّة المُتعلقة بشهرِ رَمضان والتي تدفع بنا نحو استعادة موقع الرُوح في العُمران الحضاري، وإدراك المعاني الإيمانيّة والسلوكاتِ العمليّة التي أسّسّت للانتصارات الكُبرى منذُ فجرِ الإسلام، تزيد الحاجة إلى إمعانِ النَظَر وتجديد الطَرح، في خضم الطُغيان الماديّ الغربي الذي يمتَحِنُ المسلم والأمّة الإسلاميّة على حدٍ سواء في التفاعل مع فريضة الصوم وفق مبادئها الكُبرى، ومنظومتها القيمية الأصيلةِ لا وفق المعايير الماديّة والنزعةِ الفردية المقيتة، وبالمقارنة مع رمضان المُسلمين اليوم الذي تشوبه الاختلالات.
إشكالية الملتقى
يُناقش مُلتقى "رمضان الإسلام" الكثير من الإشكالات ما بين روح صائمة ونظيرتها المُسترسلة في فضاء الماديات.
ومن أهم الإشكالات الجوهرية:
- تأثير الحضارة المادية على الضوابط التي يجب على النفس اتباعها واتخاذها خارطة لتهذيب الروح والسمو بها ضمن ما تقتضيه الأحوال الروحية في رمضان، وإبراز الإرادة كصفة روحية مُكتسبة والعروج عليها من زاوية أخرى وإنزال الروح محل الضمير الحضاري للأمة الإسلامية.
- رمضان بوادر الانتصارات منذ الأزل (روحية كانت أو معنوية أو حسية)، كيف يُعيد رمضان الأسئلة نفسها كل عام؟ هل حققت الأمة الإسلامية انتصاراً جديداً تعود ذكراه مع ليلة القدر أولى انتصاراتها؟ وهل يُحرك في النفس المُسلمة بوصلتها تجاه حضارتها الواجب عليها الصعود بنجمها واكتشاف مُرتكزاتها من جديد؟
- الدُنيا مطية الآخرة، كيف لِرمضان آخروي الهيئة والجزاء أن يُصلح الدُنيا ويُعيد ترتيب أولوياتها؟ بعد أن يجمع رمضان طلته ويفقد العام حلته ماذا لو تكتسي بقية الشهور هيبته وبهاءه ونور لياليه وحِلْم نهاره؟
- رمضان الإسلام؛ شهرٌ خالصٌ لله وهو يجزي عليه، رمضان المُسلمين؛ مُوسم التباهي بالماديات والانصراف إلى المُلهيات والتفرغ لها وذريعة الكسل والخمول، فما الفرق بين رمضان الإسلام ورمضان المُسلمين وما هي الدرجة الدُنيا من الوعي المطلوبة للتفريق بينهما؟ وكيف نجعل من رمضان الإسلام أسلوباً للحياة فردياً وجماعياً؟
أهداف الملتقى:
- التوعية بالمظاهر المادية المتفشية في رمضان والتي تحول دُون تهذيب الروح على المستوى الفردي، وتُبرز أثر الحضارة الغربية المادية على المستوى الجماعي.
- تجديد النظرِ إلى معاني الصَوم في الإسلام وعلاقتها بقوة الإرادة والحرية، ومركزية الروُح في البناء الحضاري.
- تحليل الرُؤى الفكريّة المُعاصرة التي ساهمت في توعية الجماهير المسلمة بالمعاني الرمضانيّة الأكثر مركزيةً وإلحاحًا.
- صياغةُ معالم استعادة فاعلية عبادة الصيام من خلال قراءة أبرز الأحداث التاريخيّة التي شقت مسار حضارة الإسلام.
- التوجيهُ إلى المُعينات التي تزيد من استفادة الصائم من القرآن في شهر نُزوله لإتباع الحق ونُصرته.
- التركيز على أهمية الوعي بحضارة الإسلام والمعاني الجليلة للفرائض وكيفيات توظيفها في الشهود الحضاري.
- استنباط القيم الحضاريّة التي تتجلّى في فريضة الصوم، وتوظيفها في التربية المجتمعيّة كذهنيةٍ لا تنقطع بوداع الشهر الفضيل.
- الوعي بأهمية التمييز بين رمضان الإسلام ورمضان المسلمين من أجل الفهم الشامل والسلوك الصحيح.
- الإرشادُ إلى التوصيات العملية لاغتنام رمضان فرديًا وجماعيًا في إصلاح أمور الدُنيا.
محاور الملتقى:
الخميس 08 أبريل: حضارةُ انتصارِ الروح
كيف أثرت الحضارة الماديّة على تهذيبِ الرُوح في رمضان؟
سُمو الروح وحُرية الإرادة.. فيما تختلف رؤية بيجوفيتش للصيام؟
كيف نحافظ على تربية الروح في رمضان؟
الجمعة 09 أبريل: الانتصارُ الأول
فاعلية التعبد.. كيف جعل الصائمون الأوائل من رمضان شهرًا للانتصارات الإسلامية؟
الإحياءُ السَّنَوي لنزول القرآن.. كيف يُجدّد وعيك بضرورة الانتصار للحق؟
كيف يُوجه رمضان الأمّة الإسلامية إلى الوعي بحضارتها والحضور في العالم؟
مالك بن نبي.. لماذا الروح هي الضمير الحضاري اليَقظّ في حضارة الإسلام؟
السبت 10 أبريل: الصراع الأكبر الدائم
لصلاحِ الدُنيا والآخرة.. كيف تُعدّ خطّتك لرمضان؟
القيم الحضارية في رمضان.. ماذا لو تتحول إلى ذهنيةٍ جماعيةٍ دائمةٍ؟
رمضانُ الإسلام ورمضانُ المسلمين!