انطلقت مخيمات كنوز يوم الجمعة 5 يوليو(تموز) 2019 م، في إحدى أهم الجامعات في مدينة إسطنبول، وهي جامعة صباح الدين زعيم، وفي حفلٍ افتتاحي بهيج، تنوع الحضور ما بين عشرين جنسية من العالم، إذ بلغ عدد المشاركين ما يتجاوز مائة وخمسين إلى جانب عدد من العوائل التي شاركت أبنائها حفل الافتتاح، للإطلاع على محاور البرنامج والتعرف على الشخصيات والمربين والمدربين الذين ستلقى عليهم مسؤولية كبيرة في توجيه هذه الفئات العمرية الحرجة من الناحية التربوية والنفسية.
تميز الحفل بحضور شخصيات وازنة لها دور كبير في التربية والتعليم والتدريب وعلوم الإدارة، وفي مقدمتهم المشرف العام على "كنوز" الدكتور طارق السويدان وشركاء ومستشاري المشروع، كما حضرت عدة شخصيات رسمية وفكرية من داخل ومن خارج تركيا.
انطلاق «كنوز».. قادة اليوم بُناة الغد
بدأ حفل الافتتاح بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ليستمع الحضور بعدها إلى كلمة ترحيبية، ثم كلمة للجهة المستضيفة "جامعة صباح الدين الزعيم" والتي ألقاها الدكتور سامر العريان رئيس مركز البحوث الإسلامية والشؤون الدولية.
كما كان للدكتور طارق السويدان المشرف العام على المشروع كلمة تحفيزية، ركز فيها على أهمية العمل والاجتهاد الذي يستهدف هذه الشريحة العمريّة وخاصة في جوانب التربية القيادية، القناعات، الاهتمامات، القدوات وكذا العلاقات، كما وضّح الدكتور أنّ مثل هذه الأنشطة الكبيرة تحتاج الصبر الطويل والجهد المتواصل، وعلى ذلك لا تغيب فيها الأخطاء، نظرًا لخصوصية الشريحة التي يصعب أن تتأقلم مع ظروف جديدة، بالعيش خارج البيت، بعيدًا عن الأهل، ومع تغير نمط الحياة اليومية، وركز على دور المخيمات التربوية في صقل مهارات النشء والارتقاء بسلوكياتهم.
وألقى الأستاذ إحسان العزيز كلمة رحب فيها بالحاضرين، وشكر الكادر العامل بتفان، كما عبر عن شكره للأهالي الذين قدموا ثقتهم لكنوز، مستشعرا عظم الأمانة وكبير المسؤولية.
تخلل الحفل مسرحية إبداعية، كان لها تأثير كبير على الحضور الذين لاقت استحسانهم وإعجابهم لأنها عرفتهم على أهم أنشطة المخيم وبرامجه وفعالياته المزمع تنظيمها طيلة أيام المخيم، ومن الفقرات التي تشترك في نفس الهدف، فقرة تم فيها عرض فيلم قصير يشرح فكرة المخيم، كما علّم المشاركون من الفتيان والفتيات الدول التي جاؤوا منها في خريطة العالم، ما خلق جوا تفاعليا مميزا، وفي ختام الحفل عرضت الإدارة بعض التوصيات والشروح.
«عمران» في ضيافة كنوز
كنوز مشروع له أهداف طويلة ومتوسطة المدى، يركز على التربية بشكل خاص، من خلال غرس القيم والأخلاق النبيلة لدى المشاركين، مشروع تربوي في محتواه و ريادي وقيادي في مبتغاه وإبداعي في وسائله، وهذا بحسب ما تحدث به مدير المشروع الأستاذ إحسان الخليل لموقع "عمران"، والذي أكد أيضًا أن المستهدفين هم فئة الفتيان والفتيات من (11 – 14 سنة) ومن (14 – 18 سنة)، وبناءً على هذا التقسيم، انطلقت أربعة مخيمات بنفس المكان والتوقيت ولكن بنشاطات منفصلة وبرامج منفصلة وطاقم إداري منفصل.
وفي معرض حديثه عن الإدارة المشرفة، أكد مدير المشروع وجود مشرفين تربويين، فريق لوجيستي، فريق كشافة، وفريق إعلامي.
أما لتوضيح الأهداف عموما، قال الأستاذ إحسان: "نهدف إلى بناء وغرس القناعات اللازمة للجيل، حتى يقوم بمهمة النهوض بالبلدان وإعادة الحضارة الإسلامية، وكذا رفع سقف طموحاتهم واهتماماتهم، بحيث ترتبط بقضايا الأمة المصيرية، وبهموم كل بلد من بلداننا العربية والإسلامية والهدف الآخر المهم هو إبراز القدوات النافعة والمعايشة مع هذه القدوات وترميزها في كل جانب من الجوانب.
وعند الحديث عن النشاطات التي ستقام في هذه المخيمات قال: "لدينا عدة برامج رئيسية منها: برنامج "سلام" لغرس أسماء الله الحُسنى وتثبيتها في نفوس المشاركين، والبرنامج الآخر "حسنة"، وهو منهاج تفاعلي للتعامل مع السيرة النبوية وكيف كان يتصرف سيدنا رسول الله (صل الله عليه وسلم) في كل محطة رئيسة من محطات الحياة التي مرّ بها سواء قبل البعثة أو بعد البعثة وكيف ننمذج هذه المواقف في حياة هؤلاء الفتيان والفتيات، وبرنامج "القدوات" لتعليم الفتيان والفتيات كيفية التعامل مع القدوات وكيف يكونوا قدوة.
تابع حديثه قائلا: ومن البرامج "الحساب الذهني"، "رياضات العقل" و"الأصابع" لتعليم الحساب ومهارات التفكير، مشيرا إلى أن من البرامج الرئيسية كذلك "الإبداع والإبتكار العلمي" لصناعة "الروبوتات" وأجهزة التحسس والاستشعار والتحكم عن بُعد.
وبخصوص التخييم الكشفي أكد الأستاذ إحسان أنّ ذلك سيمتدّ لأربعة أيام في منطقة العمرانية بالجانب الآسيوي من إسطنبول، بالتنسيق مع الفدرالية التركية الكشفية.
بعد سرده لهذه النشاطات، قال الأستاذ إحسان لدينا أيضا برنامج البلوغ الآمن للتربية الجنسية والعلمية والشرعية وهي برامج ثابتة أوقاتها قصيرة. وتابع حديثه مع عمران قائلاً: من البرامج المميزة لدينا "ريادة الأعمال" للصغار وتعليمهم كيفية البيع والشراء والتعامل مع المال والتفكير بالمشاريع والتخطيط لها بما يناسب أعمارهم، إضافة إلى الرياضة الصباحية والألعاب الحركية وأنشطة الإنتقال، مشيرا إلى وجود 45 لعبة مُبرمجة أثناء المخيم.
أما حول آليات تسيير المخيمات، أكد المدير التنفيذي أنها ليست بالطريقة التقليدية أو التلقينيّة بمعنى محاضرات ودروس وقاعات، بل سيكون هناك كل يوم لعبة تحدي أو "لعبة المغامرة" كما أسميناها، حيث يتجمع الفتيان بعد الإفطار، يستلمون ألغازا معينة وألعابا يتحركون بناءً عليها للوصول إلى محطات معينة، وهذا من الصباح إلى نهاية اليوم، كلها أنشطة حركية تصُب لتحقيق الأهداف التربوية المخطط لها.
وفي معرض جوابه عن سؤالنا المتعلّق بالفريق الإداري، قال الأستاذ إحسان:" لدينا كادر من الإشراف التربوي مكون من 30 مشرفا ومشرفة، فريق لوجيستي يساعد على تنفيذ هذه المهام يصل إلى 15 فرد ما بين شباب وشابات، إضافة إلى فريق كشافة من 10 – 15 قائد كشافي، لدينا أيضا فريق متميز يعمل في ميدان التسويق، ولكل مخيم من هذه المخيمات إدارة ذات خبرة في جانب العمل التربوي والشبابي والكشفي..
الجدير بالذكر أنّ الإعداد لهذه المخيمات دام ثمانية أشهر، والعمل مع الفِرَق لا يقل عن ثلاثة أشهر من التخطيط والترتيب وإعداد المناهج والبرامج، كما قد عقدت "كنوز" شراكات رئيسية مع جامعة صباح الدين الزعيم، الفدرالية التركية الكشفية، مركز دراسات الإسلام والشؤون الدولية، إضافة للمؤسسات التي ذكرناها للبرامج المتنوعة سواء مؤسسة " علمني" للحساب الذهني و"أكاديمية دائما للابتكار العلمي" ومشروع "سلام"، مشروع "حسنة"، إضافة إلى شخصيات ورموز من المفكرين أو العلماء.