تشير الإحصاءات إلى أنه من أصل 250 مليون نسمة يعيشون في البلدان العربية، يمتلك 304,5 مليون منهم اشتراكا هاتفيا!!!
بلغ مستخدموا الفيسبوك الفعالون في العالـم 1,79 مليار في عام 2017، و بلغ عدد المستخدمين العرب 116 مليون مستخدم فعال و متفاعل في نفس العام، وبلغ عدد المغردين على تويتر 317 مليون، منهم 11,1 مليون من العرب. أما عدد مستخدمي المواقع الإجتماعية عامة في البلدان العربية فهو قرابة 136,1 مليون مستخدم أي بنسبة 53% من مواطني العالم العربي.
يا للعجب!!! إذا اعتبرنا أنّ التطور والحضارة تبنى من خلال أحدث موديلات الهواتف الذكية وحسابات فيسبوك وتغريدات تويتر وصور انستغرام ودردشات فايبر وواتساب، لكان ينبغي أن تكون حضارتنا قد اكتمل بناؤها ونافسنا بها الدول المتقدمة، فليس مستخدمينا صوريون فقط، إنما يقضي كثير من الأفرد قرابة ثلاث ساعات يوميا أمام شاشة هاتفه على مواقع التواصل ما بين نشر ومشاركة محتوى وتسجيلات إعجاب وكتابة تعليقات! ما الذي يجري في ذلك العالم وكيف يقضي معظم الشباب المسلمين أوقاتهم؟!
في اليوم العادي يقضي السيد عادي والسيدة عادية يوما عاديا، وبالرغم من ذلك فهما في حالة تضخم الذات ويريا نفسيهما كأنهما نجوم وعليهما التصريح بأحوالهما وإخبار الناس بيومياتهما ظنا منهما أنّ الناس في ترقب لأحوالهما يوميا!! ومن أجل ذلك يبحث السيد عادي عن أي نشاط كسفر أو حفلة أو حضور مناسبة أو زواج أو ولادة طفل أو هدية تهدى له أو دعوة يدعى إليها أو اجتماع مع الأصحاب، لكي يتباهى أمام الناس تسولا منه لجمع بعض التبرعات من إعجاب ووصف واستحسان وقلوب تهدى وأصابع ترفع، غير آبه بما قد يصيب قلوب من يريهم حاله، كالذي يتألم لأنّ صاحبا له سافر وهو لا يستطيع أن يسافر، وصاحب له يحتفل وهو لديه عزاء، وصاحب آخر تزوج وأنجب وهو أعزب لم يتزوج، والآخر محاط بأصحاب يدعونه ويتناول معهم الطعام ويخرج معهم فيما أصحابه ليسوا كذلك، فماذا نال السيد عادي مما فعله في يومه وليله؟! هل نال علما؟ أم ازداد ثقافة؟ أم ازداد قربا من ربه؟ أم أحسن إلى إنسان؟ لنفكر في الأمر بحياد. هل رفع هذا الشخص كفة سيئاته أم حسناته؟! هل يجعله ما يفعله إنسانا أفضل؟! هل يؤثر بما ينشر على من حوله إيجابيا فيدفعهم نحو الأفضل؟! لو كانت الخطابات الجريئة والسب وشتم الأوضاع والأعداء والحكومات والمسؤولين الفاسدين قد أدت بطريقة ما إلى هدم دكتاتوريات في العالم العربي، فهل أدت بعد الهدم إلى الإعمار؟! الهدم أمر قد يستطيع فعله أي شخص في قلبه بعض الألم ولديه بعض الجرأة ولكن ماذا عن البناء؟! هل يستطيع هؤلاء الصارخون الهادمون اللاعنون أن يبنوا على أنقاض ما دمروه مرة أخرى؟! هذا هو المهم وهذا ما يفعله السيد راقي والسيدة راقية.
السيد راقي ينام في الليل وينشط بالنهار، يقضي وقته بين قراءة كتب وأبحاث وأخبار موثوقة، ويحضر دورة ومؤتمرا، يقيم نشاطا وينظم اجتماعات وفعاليات، يسمع لهموم وشكاوى الناس ثم يضع خططا لتحسين حالهم والرقي بهم والعمل معهم للنهوض بهم، السيدة راقية، تلبس ملابس عادية ولكنها ليست سيدة عادية، فقد صرفت على فكرها ما تصرفه السيدة عادية على مظهرها، فهي لا تمشي في الناس لكي تعرض حُلي ومساحيق شركات التجميل، بل تحترم أنوثتها وإنسانيتها وذاتها، فهي راضية وسعيدة بما هي عليه، وليس همها نظر الناس، وإنما يهمها كيف تخدم الناس وتكون بلسما لجراحهم وسندا لنجاحهم.
السيد راقي لا يقضي إلا قليلا من وقته أمام وسائل التواصل، لأنه يتواصل مع الناس حقيقة لا مجازا، هو يسلم على الناس ويصافحهم ويزورهم ويقضي حوائجهم، وليس كالسيد عادي الذي يضع "هاي" و"صباح الخير" على صفحته أو قصته ويظن أنه أقام صلة أرحامه ولا يهمه أحوالهم وهمومهم ولا يسأل عن حوائجهم، والسيد راقي ليس مهتما بتوثيق نشاطاته التي يقوم بها في اليوم والليلة، لأنه إن انشغل بتوثيقها واستقبال الإعجابات بها وإجابة التعليقات عليها فسيذهب وقته كله ولن يكون له مجال للقيام بمزيد من الأنشطة، وسيصيبه داء العجب والغرور بسبب ثناء الناس على أعماله ويتوكل على ذكائه ودهائه وينسى صاحب النعمة الذي وهبه مواهبه.
إذاً أين نبحث عن السيد راقي والسيدة راقية ونتعقب أخبارهما إن لم يكونا على صفحتهما؟! إنهما في العالم الحقيقي، وليسا في عالم الديجيتال، إنهم أبطال حقيقيون، وليسوا وهميين، آثارهم وبصماتهم ظاهرة، لو أنك رفعت رأسك عن جوالك لرأيتهم، هم الذين يبنون الفكر ويبنون الحضارة، يبنون العالم الحقيقي الذي يعيش فيه السيد عادي والسيدة عادية ويؤثرون فيه.
إذا كيف نخطو من وحل الحياة العادية إلى منازل الحياة الراقية؟؟ سنفعل ذلك من خلال منصة نور.
مشروع منصة نور يهدف إلى إنشاء منصة تواصل اجتماعية بقيم إسلامية، لا يتم فيها تداول الأخبار والأنشطة الشخصية التي لا علاقة لها بالآخرين ولا فائدة علمية أو ثقافية منها، إنما يتم تداول منشورات عامة ذات فائدة في مجال من مجالات الحياة،و هي منصة آمنة مناسبة لجميع الأعمار، فهي لا تحتوي محتويات عنف أو إباحيات أو ممنوعات أو أي شيء آخر يتصادم مع قيم الإسلام الأساسية، المحتويات تصنف إلى فئات حيث يمكن للمشترك أن يختار المجالات التي يهتم بها و يتابعها، وكل فئة فيها مستويات ثلاثة (مبتدىء، متوسط، متقدم) حيث يتدرج المشترك في تعلم هذه المواضيع من البسيط إلى الأكثر تعقيدا، وتوفر المنصة الدردشات الفردية والجماعية وإمكانية تكوين فرق العمل.
نأمل من خلال هذه المنصة أن ننقل مستخدمي مواقع التواصل من العشوائية وإضاعة الأوقات إلى الاستفادة من أوقاتهم للتعلم وتثقيف أنفسهم وغيرهم في مجالات الحياة وبناء مجتمع راقٍ.
يوجد المشروع في منصة عمران للمشاريع، نرجو التقييم والانضمام له لمن يستطيع أن يقدم الدعم ويرغب بالانضمام.