تخضع الإنتاجية في العمل لعدة عوامل، من أهمها: المناخ العام والجو الإيجابي للعمل وتعامل الزملاء مع بعضهم البعض. لقد لوحظ في السنوات الأخيرة التسارع الكبير في مختلف نواحي الحياة العملية وتحديدا التطور التكنولوجي وشبكات الإنترنت. فأصبح لزومًا على الفرد في أي مؤسسة -حكومية أو خاصة- أن يطوّر نفسه مهنيًا لمواكبة عصره وذلك عن طريق القراءة، والدراسة، وأخذ الدورات وورش العمل المختلفة والمتخصصة ليتقدم في مجال عمله.
بالمقابل بدأت صراعات تظهر من نوع آخر، مثل الصراعات بين أفراد العمل أنفسهم أو ما سأطلق عليه اسم: "مافيا العمل". فظهرت هذه الشللية في كل منشأة ومؤسسة -سواء أكانت حكومية أو خاصة - وبغض النظر عن الخدمة المقدمة فيها. فهؤلاء المجموعات هم مجموعة من الأشخاص الذين يحاربون غيرهم ويتسلقون على أكتافهم بطرق مختلفة مما يجعل العمل ضمن هذه الدائرة المغلقة والمغلّفة بالسلبية صعبًا جدًا. فيعجز الفرد عن تطوير نفسه أو حتى أن يقدم لعمله ما ينبغي أن يق.
لماذا وكيف نشأت هذه المجموعات؟ لماذا تحارب الآخرين ، وخصوصا الناجحين منهم؟ من يساعدهم ويغذيهم لأذية الآخرين؟ أسئلة كثيرة والإجابة بسيطة وسهلة.
سأبدا بوصف هذه "المافيا": هم مجموعة من الأشخاص الذين وقفوا عند حد معين من التطور، فأصبحوا عاجزين عن مجاراة غيرهم من الزملاء ممن لديهم طموح وقدرة على مواكبة ما هو جديد. و ليضمنوا أن يبقوا في مراكزهم كان لا بد من شنّ حروب متواصلة على الناجحين من زملائهم ، فأصبحوا أعداء للنجاح بجدارة وتفوق.
بالمقابل، على المجموعة الطموحة أن تصمد في وجه المافيا، و تتسلح بالمعرفة والتطور المهني المستمر في شتى المجالات ، لا أن يستسلموا ويتركوا عملهم وخاصة إذا كانت فرص إثبات الوجود والذات والوصول إلى مراكز متقدمة وكبيرة في مؤسستهم ممكنًا.
أحيانا كثيرة، يشعر البعض أو المعظم التعب بالشديد لمجاراة هذه المافيا، فالعمل في جو مشحون بالتوتر والسلبية يزيد من إرهاق الفرد، ويعرضه للضغوطات النفسية التي تصل أحيانا إلى الاكتئاب. هنا يأتي دور المدير أو صاحب العمل أو المنشأة "القائد". فعليه أن يوقف هذه التصرفات والجماعات المسيطرة بحكم قدمها في العمل أو اشتراكها بهدف واحد وهو إبعاد المجموعات الناجحة عن طريقها. ولكن، للأسف الشديد يخلط الكثيرون بين صفات المدير وصفات المدير القائد.
فما هي صفات المدير القائد؟
- الثقة بالنفس.
- الشجاعة.
- الصدق.
- البساطة والتواضع.
- التفكير خارج الصندوق.
- قدرة التأثير على المرؤوسين.
- الإقناع.
- المخاطرة.
- العمل الجماعي.
- مهارة التواصل مع الآخرين.
- المرونة.
- الحكمة.
- تحمل المسؤولية.
إن جميع الصفات السابقة تميز المدير القائد عن المدير، الذي يتصف بالتسلط وعدم المرونة ولا توجد له رؤية واضحة لمرؤوسيه أو المؤسسة التي يديرها.
في النهاية، لنتذكر دوما أن من يحارَب هو الناجح والمخلص في عمله. فكما يقولون: الشجرة المثمرة هي التي تقذف بالحجارة. لذا على كل ناجح أن يستمرّ بنجاحه ويتحمّل قليلا من الظلم ليصل إلى ما يصبوا إليه، فالحياة مليئة بالأشواك، ولكن فرحة النجاح والوصول إلى الهدف تجعلنا ننسى ونتجاهل كل ما مررنا به.