التعلم الإلكتروني بين المنهاج والواقع
منذ بداية الجائحة وحتى الآن والعديد من الاسئلة ما زالت تطرح حول مدى تفاعل الطالب مع التعلم الإلكتروني. بداية هناك تساؤلات عدة حول المنهاج وتصميمه من ناحية، و تطبيقاته في الحصص الإلكترونية من ناحية أخرى. فلم يكن لدى التربويين الوقت الكافي لتحويل المنهاج المدرسي بمواده المختلفة ومراحلة المتعددة من منهاج مصمم وجاهيا إلى منهاج الكتروني. فما كان لدى المعلمين والمدرسين الجامعيين والقائمين على العملية التعليمية سوى أن يعتمدوا على المنصات الإلكترونية ويحولوا مادة الكتاب المطبوع إلى ملفات أدوبي أو بوربوينت، ويقومون بعد ذلك بالشرح وكأنهم في صف مادي عادي.
الوقت أم الخبرة؟ الجهد أم الجاهزية؟ أربعة أمور يجب أن تدرس مليا لكي يعلم مستخدمو التكنولوجيا والمنصات الإلكترونية ماذا يريدون فعلا لطلابهم وكيف يساعدونهم على ربط مادة المنهاج بالواقع العملي والحياتي. فما صمم من سنوات ليس بالسهل أبدا أن يستبدل بمنهاج رقمي جديد، خصوصا عند التحدث عن المواد العلمية والتي تتطلب تطبيقا عمليا، لذا كان من الأجدر بنا أن نتوقف مليا خلال العطلة الصيفية ونجد أفكارا وحلولا ناجعة وفاعلة للتعلم الإلكتروني.
ما أريد توصيله في مقالي هذا إضاءات للتربويين كمؤشرات لكي يبدؤا منها عند النظر في تحديات التعلم الإلكتروني وهو الجزء التالي من المقال.
الطالب والتحديات
ما التحديات التي يعيشها طلابنا في زمن جائحة كورونا؟
- شبكة الإنترنت وأجهزة الهاتف الخليوي أو الحاسوب
- فهم واستيعاب المادة والمعلومات المقدمة من قبل المعلم/المدرس
- دافعية التعلم
- التقييم
العديد من الطلبة في مختلف أنحاء الوطن العربي-أو العالم- يجدون صعوبة في توفر شبكة انترنت قوية وخاصة في المناطق الريفية أو القروية أو بعض البلدان التي تعاني من عدم استقرار أمني. وكثير منهم لا يملكون جهاز حاسوب أو هاتف نقال. وإن توفر الجهاز فإنهم يتقاسمونه مع إخوتهم، فما الحل؟
هل يستوعب جميع الطلبة الدروس المعطاة من خلال المنصات وهم لا يتمتعون في حرية المكان؟ أو أن غالبية الدروس عبارة عن قراءة للمعلومات ولا تعتمد على التفاعلية مطلقا. فالطالب بحاجة للتتجريب، فما بالك عندما يكون في صفوفه الاولى؟
هذا يدفعنا للحديث عن الموضوع الثالث والاخير في المقالة وهو الدافعية. كيف يمكننا حفز وإثارة دافعية الطلبة ليتفاعلوا مع الدرس؟ هل الصور والفيديوهات كافية لذلك؟ هل متابعة الطالب أثناء أو بعد الدرس هي الحل؟ هل الواجبات واوراق العمل هي الحل؟
إذا كيف نقييم الطلبة وكيف نضمن المصداقية في ذلك؟ إمور كثيرة تبدو وكأنها تحققت في فترة التعلم عن بعد/الإلكتروني ولكنها بحاجة للنظر والبحث والاستقصاء.
نظرة مستقبلية
الجزء الاخير في مقالتي سأفرده لكم كقراء لتتأملوا فيما سبق طرحه، فسواء كنتم معلمين أو أباء أو تربويين أو مجرد قراء فالموضوع يهمنا جميعا بما أننا نعيش ضمن مجتمع واحد.
كيف نضمن لأبنائنا تعلم فعال يهيأهم للمستقبل؟ هل الحلول فردية ذات طابع خاص بكل مجتمع على حدا؟ أم ان الحلول عامة وشاملة لكل المجتمعات؟ الجائحة واحدة ولكن هل الحلول تخدم الجميع؟ لنبحث سويا ونستقصي كثيرا.